Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 27, Ayat: 48-53)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ } الرهط الجمع لا واحد له يعني من ثمود قوم صالح وهم عاقرو الناقة ، وذكر ابن عباس أساميهم فقال : هم زعجي وزعيم وهرمي ودار وصواب ورباب ومسطح وقدار ، وكانواْ بأرض الحجر وهي أرض الشام ، وكانوا فساقاً من أشراف قومهم . { يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ } فيه خمسة أوجه : أحدها : يفسدون بالكفر ولا يصلحون بالإيمان . الثاني : يفسدون بالمنكر ولا يصلحون بالمعروف . الثالث : يفسدون بالمعاصي ولا يصلحون بالطاعة . الرابع : يفسدون بكسر الدراهم والدنانير ولا يصلحون بتركها صحاحاً ، قاله ابن المسيب ، قاله عطاء . الخامس : أنهم كانوا يتتبعون عورات النساء ولا يسترون عليهن . قوله : { قَالُواْ تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ } أي تحالفواْ بالله . { لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ } أي لنقتلنه وأهله ليلاً ، والبيات قتل الليل . { ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ } أي لرهط صالح . { مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ } أي قتله ، وقتل أهله ، ولا علمنا ذلك . { وَإِنَّا لَصّادِقُونَ } في إنكارنا لقتله . { وَمَكَرُواْ مَكْراً } وهو ما همّوا به من قتل صالح . { وَمَكَرْنَا مَكْراً } وهو أن رماهم الله بصخرة فأهلكهم . { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أي لا يعلمون بمكرنا وقد علمنا بمكرهم . وفي مكرهم ومكر الله تعالى بهم قولان : أحدهما : قاله الكلبي ، وهم لا يشعرون بالملائكة الذين أنزل الله على صالح ليحفظوه من قومه حين دخلوا عليه ليقتلوه ، فرموا كل رجل منهم بحجر حتى قتلوهم جميعاً ، وسَلِمَ صالح من مكرهم . الثاني : قاله الضحاك ، أنهم مكروا بأن أظهروا سفراً وخرجوا فاستتروا في غار ليعودوا في الليل فيقتلوهُ ، فألقى الله صخرة على باب الغار حتى سدّه وكان هذا مكر الله بهم .