Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 10-13)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مَوسَى فَارِغاً } فيه ستة أوجه : أحدها : فارغاً من كل شيء إلا من ذكر موسى ، قاله ابن عباس وقتادة . الثاني : فارغاً من وحينا بنسيانه ، قاله الحسن وابن زيد . الثالث : فارغاً من الحزن لعلمها أنه لم يغرق ، قاله الأخفش . الرابع : معنى فارغاً أي نافراً ، قاله العلاء بن زيد . الخامس : ناسياً ، قاله اليزيدي . السادس : معناه والهاً ، رواه ابن جبير . وقرأ فضالة بن عبيد الأنصاري وهو صحابي : { وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَزِعاً } من الفزع وفي قوله { وَأَصْبَحَ } وجهان : أحدهما : أنها ألقته ليلاً فأصبح فؤادها فارغاً في النهار . الثاني : أنها ألقته نهاراً ومعنى أصبح أي صار ، قال الشاعر : @ مضى الخلفاء بالأمر الرشيد وأصبحت المدينة للوليد @@ { إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أن تصيح عند إلقائه وا إبناه ، قاله ابن عباس . الثاني : أن تقول لما حملت لإرضاعه وحضانته هو ابني ، قاله السدي لأنه ضاق صدرها لما قيل هو ابن فرعون . الثالث : أن تبدي بالوحي ، حكاه ابن عيسى . { لَوْلاَ أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا } فيه قولان : أحدهما : بالإيمان ، قاله قتادة . الثاني : بالعصمة ، قاله السدي . { لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } قال السدي : قد كانت من المؤمنين ولكن لتكون من المصدقين بأنا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين . قوله تعالى : { وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ } أي استعلمي خبره وتتبّعي أثره . قال الضحاك ، واسم أخته كلثمة . { فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ } وفيه ثلاثة أقاويل : أحدها : عن جانب ، قاله ابن عباس . الثاني : عن بعد ، قاله مجاهد ومنه الأجنبي قال علقمة بن عبدة : @ فلا تحرمنّي نائلاً عن جنابةٍ فإني امرؤ وسط القباب غريب @@ الثاني : عن شوق ، حكاه أبوعمرو بن العلاء وذكر أنها لغة جذام يقولون جنبت إليك [ أي اشتقت ] . { َوَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أنها أخته لأنها كانت تمشي على ساحل البحر حتى رأتهم قد أخذوه . قوله : { وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ } قال ابن عباس : لا يؤتى بمرضعة فيقبلها وهذا تحريم منع لا تحريم شرع كما قال امرؤ القيس : @ جالت لتصرعني فقلت لها اقصِري إني امرؤ صرعي عليك حرام @@ أي ممتنع : { مِن قَبْلُ } أي من قبل مجيء أخته وفي قوله : { مِن قَبْلُ } وجهان : أحدهما : ما ذكرناه . الثاني : من قبل ردّه إلى أمه . { فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ } الآية . وهذا قول أخته لهم حين رأته لا يقبل المراضع فقالوا لها عند قولها لهم : { وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ } وما يُدْريك ؟ لعلك تعرفين أهله ، فقالت : لا ولكنهم يحرصون على مسرة الملك ويرغبون في ظئره . قوله تعالى : { فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمَّهِ } قال ابن عباس انطلقت أخته إلى أمه فأخبرتها فجاءت فلما وضعته في حجرها نزا إلى ثديها فمصَّه حتى امتلأ جنباه رياً وانطلق بالبشرى إلى امرأة فرعون قد وجدنا لابنك ظئراً ، قال أبو عمران الجوني : وكان فرعون يعطي أم موسى في كل يوم ديناراً . وروي أنه قال لأم موسى حين ارتضع منها : كيف ارتضع منك ولم يرتضع من غيرك ؟ فقالت : لأني امرأة طيبة الريح طيبة اللبن لا أكاد أوتى بصبي إلا ارتضع مني . فكان من لطف الله بموسى أن جعل إلقاء موسى في البحر وهو الهلاك سبباً لنجاته وسخر فرعون لتربيته وهو يقتل الخلق من بني إسرائيل لأجله وهو في بيته وتحت كنفه . { وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ } في قوله : { إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكَ } الآية . { وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ } يعني من قوم فرعون . { لاَ يَعْلَمُونَ } فيه وجهان : أحدهما : لا يعلمون ما يراد بهم ، قاله الضحاك . الثاني : لا يعملون مثل علمها .