Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 18-19)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَأَصْبَحَ في الْمَدِينَةِ خَائِفَاً يَتَرَقَّبُ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : خائفاً من قتل النفس أن يؤخذ بها . الثاني : خائفاً من قومه . الثالث : خائفاً من الله . { يََتَرَقَّبُ } فيه وجهان : أحدهما : يتلفت من الخوف ، قاله ابن جبير . الثاني : ينتظر . وفيما ينتظر فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : ينتظر الطلب إذا قيل إن خوفه كان من قتل النفس . الثاني : ينتظر أن يسلمه قومه إذا قيل إن خوفه منهم . الثالث : ينتظر عقوبة الله إذا قيل إن خوفه كان منه . { فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ } يعني الإسرائيلي الذي كان قد خلصه بالأمس ووكز من أجله القبطي فقتله ، استصرخه واستغاثه على رجل آخر من القبط خاصمه . { قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ } فيه قولان : أحدهما : أنه قال ذلك للإسرائيلي لأنه قد أغواه بالأمس حتى قتل من أجله رجلاً ويريد أن يغويه ثانية . الثاني : أنه قال ذلك للقبطي فظن الإسرائيلي أنه عناه فخافه ، قاله ابن عباس . { فلَمَّآ أَنْ أَرادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا … } وهو القبطي لأن موسى أخذته الرقة على الإسرائيلي فقال الإسرائيلي : { قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ } فيه قولان : أحدهما : أن الإسرائيلي رأى غضب موسى عليه وقوله إنك لغوي مبين ، فخاف أن قتله فقال : { أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ } . الثاني : أن الإسرائيلي خاف أن يكون موسى يقتل القبطي فيقتل به الإسرائيلي فقال ذلك دفعاً لموسى عن قتله ، قاله يحيى بن سلام : قال يحيى : وبلغني أن هذا الإسرائيلي هو السامري . وخلى الإسرائيلي القبطي فانطلق القبطي وشاع أن المقتول بالأمس قتله موسى . { … إلاَّ تَكُونَ جَبَّارا فِي الأَرْضِ } قال السدي : يعني قتالاً . قال أبو عمران الجوني : وآية الجبابرة القتل بغير [ حق ] . وقال عكرمة : لا يكون الإنسان جباراً حتى يقتل نفسين [ بغير حق ] . { وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ المُصْلِحِينَ } أي وما هكذا يكون الإصلاح .