Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 21-24)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَآءَ مَدْيَنَ } قال عكرمة : عرضت لموسى أربع طرق فلم يدر أيتها يسلك . { قَالَ عَسَى رَبِّي أَن يَهْدِيَنِي سَوَآءَ السَّبِيلِ } وفيه وجهان : أحدهما : أنه قال ذلك عند استواء الطرق فأخذ طريق مدين ، قاله عكرمة . الثاني : أنه قال ذلك بعد أن اتخذ طريق مدين فقال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل أي قصد الطريق إلى مدين ، قاله قتادة والسدي . قال قتادة : مدين ماء كان عليه قوم شعيب . قوله تعالى : { وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدْيَنَ } قال ابن عباس : لما خرج موسى من مصر إلى مدين وبينه وبينهما ثماني ليل ولم يكن له طعام إلا ورق الشجر وخرج حافياً فما وصل إليها حتى وقع خف قدميه . { وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ } أي جماعة . قال ابن عباس : الأمة أربعون . { يَسْقُونَ } يعني غنمهم ومواشيهم . { وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ } فيه وجهان : أحدهما : تحبسان ، قاله قطرب ، ومنه قول الشاعر : @ أبيتُ على باب القوافي كأنما أذود بها سِرباً من الوحش نُزَّعا @@ الثاني : تطردان . قال الشاعر : @ لقد سلبت عصاك بنو تميم فما تدري بأيِّ عصى تذود @@ وفيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنهما تحبسان غنمهما عن الماء لضعفهما عن زحام الناس . قاله أبو مالك والسدي . الثاني : أنهما تذودان الناس عن غنمهما ، قاله قتادة . الثالث : تمنعان غنمهما أن تختلط بغنم الناس ، حكاه يحيى بن سلام . { قَالَ مَا خَطْبَكُمَا } أي ما شأنكما ، وفي الخطب تضخيم الشيء ومنه الخطبة لأنها من الأمر المعظم . { قَالَتَا لاَ نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَآءُ } والصدور الانصراف ، ومنه الصّدر لأن التدبير يصدر عنه ، والمصدر لأن الأفعال تصدر عنه . والرعاء جمع راع . وفي امتناعهما من السقي حتى يصدر الرعاء وجهان : أحدهما : تصوناً عن الاختلاط بالرجال . الثاني : لضعفهما عن المزاحمة بماشيتهما . { وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ } وفي قولهما ذلك وجهان : أحدهما : أنهما قالتا ذلك اعتذاراً إلى موسى عن معاناتهما سقي الغنم بأنفسهما . الثاني : قالتا ذلك ترقيقاً لموسى ليعاونهما . { فَسَقَى لَهُمَا } فيه قولان : أحدهما : أنه زحم القوم عن الماء حتى أخرجهم عنه ثم سقى لهما ، قاله ابن إسحاق . الثاني : أنه أتى بئراً عليه صخرة لا يقلها من أهل مدين إلا عشرة فاقتلعها بنفسه وسقى لهما . قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ولم يستق إلا ذنوباً واحداً حتى رويت الغنم . { ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ } قال السدي : إلى ظل الشجرة وذكر أنها سَمْرة . { فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } قال ابن عباس : قال موسى ذلك وقد لصق بطنه بظهره من الجوع وهو فقير إلى شق تمرة ولو شاء إنسان لنظر إلى خضرة أمعائه من شدة الجوع . قال الضحاك : لأنه مكث سبعة أيام لا يذوق طعاماً إلاّ بقل الأرض ؛ فعرض لهما بحاله فقال { رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ } فيه قولان : أحدهما : شبعة من طعام ، قاله ابن عباس . الثاني : شبعة يومين ، قاله ابن جبير .