Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 52-55)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { الَّذِينَ ءَآتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ } فيه وجهان : أحدهما : يعني الذين آتيناهم التوراة والإنجيل من قبل القرآن هم بالقرآن يؤمنون ، قاله يحيى بن سلام . الثاني : الذي آتيناهم التوراة والإنجيل من قبل محمد هم بمحمد يؤمنون ، قاله ابن شجرة . وفيمن نزلت قولان : أحدهما : نزلت في عبد الله بن سلام وتميم الداري والجارود العبدي وسلمان الفارسي أسلموا فنزلت فيهم هذه الآية والتي بعدها ، قاله قتادة . الثاني : أنها نزلت في أربعين رجلاً من أهل الإنجيل كانوا مسلمين بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه ، اثنان وثلاثون رجلاً من الحبشة أقبلوا مع جعفر بن أبي طالب وقت قدومه وثمانية قدموا من الشام . منهم بحيراً وأبرهة والأشراف وعامر وأيمن وإدريس ونافع فأنزل الله فيهم هذه الآية ، والتي بعدها إلى قوله { أُوْلَئِكَ يُؤْتُوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُواْ } قال قتادة : [ بإيمانهم ] بالكتاب الأول وإيمانهم بالكتاب الآخر . وفي قوله بما صبروا ثلاثة أوجه : أحدها : بما صبروا على الإيمان ، قاله ابن شجرة . الثاني : على الأذى ، قاله مجاهد . الثالث : على طاعة الله وصبروا عن معصية الله ، قاله قتادة . { … وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ } فيه خمسة أوجه : أحدها : يدفعون بالعمل الصالح ما تقدم من ذنب ، قاله ابن شجرة . الثاني : يدفعون بالحلم جهل الجاهل ، وهذا معنى قول يحيى بن سلام . الثالث : يدفعون بالسلام قبح اللقاء ، وهذا معنى قول النقاش . الرابع : يدفعون بالمعروف المنكر ، قاله ابن جبير . الخامس : يدفعون بالخير الشر ، قاله ابن زيد . ويحتمل سادساً : يدفعون بالتوبة ما تقدم من المعصية . { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُفِقُونَ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : يؤتون الزكاة احتساباً ، قاله ابن عباس . الثاني : نفقة الرجل على أهله وهذا قبل نزول الزكاة ، قاله السدي . الثالث : يتصدقون من أكسابهم ، قاله قتادة . قوله تعالى : { وَإِذَا سَمِعُواْ اللَّغوَ أَعْرَضُواْ عَنْهُ } فيه أربعة أقاويل : أحدها : أنهم قوم من اليهود أسلموا فكان اليهود يتلقونهم بالشتم والسب فيعرضون عنهم ، قاله مجاهد . الثاني : أنهم قوم من اليهود أسلموا فكانوا إذا سمعوا ما غَيّره اليهود من التوراة وبدلوه من نعت محمد صلى الله عليه وسلم وصفته أعرضوا عنه وكرهوا تبديله ، قاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم . الثالث : أنهم المؤمنون إذا سمعوا الشرك أعرضوا عنه ، قاله الضحاك ومكحول . الرابع : أنهم أناس من أهل الكتاب لم يكونوا يهوداً ولا نصارى وكانوا على دين أنبياء الله وكانوا ينتظرون بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سمعوا بظهوره بمكة قصدوه ، فعرض عليهم القرآن وأسلمواْ . وكان أبو جهل ومن معه من كفار قريش يلقونهم فيقولون لهم : أفٍّ لكم من قوم منظور إليكم تبعتم غلاماً قد كرهه قومه وهم أعلم به منكم فإذا ذلك لهم أعرضوا عنهم ، قاله الكلبي . { قَالُواْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } فيه وجهان : أحدهما : لنا ديننا ولكم دينكم ، حكاه النقاش . الثاني : لنا حلمنا ولكم سفهكم . { سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لاَ نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ } رَدّوا خيراً واستكفوا شراً ، وفيه تأويلان : أحدهما : لا نجازي الجاهلين ، قاله قتادة . الثاني : لا نتبع الجاهلين ، قاله مقاتل .