Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 28, Ayat: 76-77)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى } قال ابن عباس : كان ابن عمه ، قاله قتادة : ابن عم موسى أخي أبيه وكان قطع البحر مع بني إسرائيل وكان يسمى : المنور ، من حسن صوته بالتوراة ، ولكن عدو الله نافق كما نافق السامري . { فَبَغَى عَلَيْهِمْ } فيه ستة أقاويل : أحدها : بغيه عليهم أنه كفر بالله ، قاله الضحاك . الثاني : أنه زاد في طول ثيابه شبراً ، قاله شهر بن حوشب . الثالث : أنه علا عليهم بكثرة ماله وولده ، قاله قتادة . الرابع : أنه صنع بغياً ، حين أمر الله موسى برجم الزاني فعمد قارون إلى امرأة بغي فأعطاها مالاً وحملها على أن ادعت عليه أنه زنى بها وقال : فأنت قد زنيت . وحضرت البغي فادّعت ذلك عليه فعظم على موسى ما قالت وأحلفها بالله الذي فلق البحر لبني إسرائيل وأنزل التوراة على موسى إلاّ صدقت فقالت : أشهد أنك بريء وأن قارون أعطاني مالاً وحملني على أن قلت وأنت الصادق وقارون الكاذب فكان هذا بغيه ، قاله ابن عباس ، قال السدي : وكان اسم البغي شجرتا وبذلك لها قارون ألفي درهم . الخامس : أنه كان غلاماً لفرعون فتعدى على بني إسرائيل وظلمهم ، قاله يحيى بن سلام . السادس : أنه نسب ما آتاه الله من الكنوز إلى نفسه بعلمه وحيلته ، قاله ابن بحر . { وَءَآتَيْنَهُ مِنَ الْكُنُوزِ } فيه قولان : أحدهما : أنه أصاب كنزاً من كنوز يوسف عليه السلام ، قاله عطاء . الثاني : أنه كان يعمل الكيمياء ، قاله الوليد . { مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ } فيه أربعة أقاويل : أحدها : خزائنه ، قاله السدي وأبو رزين . الثاني : أوعيته ، قاله الضحاك . الثالث : مفاتيح خزائنه وكانت من جلود يحملها أربعون بغلاً . الرابع : أن مفاتيح الكنوز إحاطة علمه بها ، حكاه ابن بحر لقول الله { وَعِندَهُ مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ } [ الأنعام : 59 ] . { لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : لتثقل العصبة ، قاله ابن عباس وأبو صالح والسدي . الثاني : لتميل بالعصبة ، قاله الربيع بن أنس مأخوذ من النأي وهو البعد قال الشاعر : @ ينأوْن عنا وما تنأى مودتهم والقلب فيهم رهين حيثما كانوا @@ الثالث : لتنوء به العصبة كما قال الشاعر : @ إنّا وجدنا خلفَاً بئس الخلف عبداً إذا ما ناء بالحمل خضف @@ والعصبة الجماعة الذين يتعصب بعضهم لبعض واختلف في عددهم على سبعة أقاويل : أحدها : سبعون رجلاً ، قاله أبو صالح . الثاني : أربعون رجلاً ، قاله الحكم وقتادة والضحاك . الثالث : ما بين العشرة إلى الأربعين ، قاله السدي . الرابع : ما بين العشرة إلى الخمسة عشر ، قاله مجاهد . الخامس : ستة أو سبعة . قاله ابن جبير . السادس : ما بين الثلاثة والتسعة وهم النفر ، قاله عبد الرحمن بن زيد . السابع : عشرة لقول إخوة يوسف { وَنَحْنُ عُصْبَةٌ } [ يوسف : 8 ] قاله الكلبي ومقاتل . وزعم أبو عبيدة أن هذا من المقلوب تأويله : إن العصبة لتنوء بالمفاتح . { أوْلِي الْقُوَّةِ } قال السدي أولي الشدة . { إذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ } فيه وجهان : أحدهما : أنه قول المؤمنين منهم ، قاله السدي . الثاني : قول موسى ، قاله يحيى بن سلام . { لاَ تَفْرَحْ إنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفَرِحِينَ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : لا تبغ إن الله لا يحب الباغين ، قاله مجاهد . الثاني : لا تبخل إن الله لا يحب الباخلين ، قاله ابن بحر . الثالث : لا تبطر إن الله لا يحب البطرين ، قاله السدي ، وقال الشاعر : @ ولست بمفراحٍ إذا الدهر سَرَّني ولا جازعٍ من صرفه المتغلب @@ قوله تعالى : { وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ } فيه وجهان : أحدهما : طلب الحلال في كسبه ، قاله الحسن . الثاني : أنه الصدقة وصلة الرحم ، قاله السدي . ويحتمل ثالثاً : وهو أعم أن يتقرب بنعم الله إليه ، والمراد بالدار الآخرة الجنة . { وَلاَ تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا } فيه ثلاثة تأويلات . أحدها : لا تنس حظك من الدنيا أن تعمل فيها لآخرتك ، قاله ابن عباس . الثاني : لا تنس استغناك بما أحل الله لك عما حرمه عليك ، قاله قتادة . الثالث : لا تنس ما أنعم الله عليك أن تشكره عليه بالطاعة وهذا معنى قول ابن زيد . الثاني : وأحسن فيما افترض الله عليك كما أحسن في إنعامه عليك ، وهذا معنى قول يحيى بن سلام . الثالث : أحسن في طلب الحلال كما أحسن إليك في الإحلال . { وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ } يحتمل وجهين : أحدهما : لا عمل فيها بالمعاصي . الثاني : لا تقطع . { إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } فيه وجهان : أحدهما : لا يحب أعمال المفسدين ، قاله ابن عباس . الثاني : لا يقرب المفسدين ، قاله ابن قتيبة .