Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 130-136)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لاَ تَأْكُلُوا الرِّبَا } يريد بالأكل الأخذ ، والربا زيادة القدر مقابلة لزيادة الأجل ، وهو ربا الجاهلية المتعارف بينهم بالنساء . { أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً } وهو أن يقول له بعد حلول الأجل : إما أن تَقْضِيَ وإمَّا أَنْ تُرْبِيَ ، فإن لم يفعله ضاعف ذلك عليه ثم يفعل كذلك عند حلوله من بعد حتى تصير أضعافاً مضاعفة . { وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرينَ } فدل أن الربا من الكبائر التي يستحق عليها الوعيد بالنار . واختلفوا في نار آكل الربا على قولين : أحدهما : أنها كنار الكافرين من غير فرق تمسكاً بالظاهر . والثاني : أنها ونار الفجار أخف من نار الكفار ، لما بينهما من تفاوت المعاصي . { وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُم } أما الفاحشة ها هنا ففيها قولان : أحدهما : الكبائر من المعاصي . والثاني : الربا وهو قول جابر والسدي . { أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُم } قيل المراد به الصغائر من المعاصي . { ذَكَرُواْ اللهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِم } فيه قولان : أحدهما : أنهم ذكروه بقلوبهم فلم ينسوه ، ليعينهم ذكره على التوبة والاستغفار . والثاني : ذكروا الله قولاً بأن قالوا : اللهم اغفر لنا ذنوبنا ، فإن الله قد سهل على هذه الأمة ما شدد على بني إسرائيل ، إذ كانوا إذا أذنب الواحد منهم أصبح مكتوباً على بابه من كفارة ذنبه : إجدع أنفك ، إجدع أذنك ونحو ذلك ، فجعل الاستغفار ، وهذا قول ابن مسعود وعطاء بن أبي رباح . { وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُواْ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : أنه الإصرار على المعاصي ، وهو قول قتادة . والثاني : أنه مواقعة المعصية إذا هم بها ، وهو قول الحسن . والثالث : السكوت على المعصية وترك الاستغفار منها ، وهو قول السدي . والرابع : أنه الذنب من غير توبة . { وَهُم يَعْلَمُونَ } أنهم قد أتوا معصية ولا ينسونها ، وقيل : معناه وهم يعلمون الجهة في أنها معصية .