Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 137-143)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَد خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ } فيه قولان : أحدهما : أنه سنن من الله في الأمم السالفة أهلكهم بها . والثاني : يعني أنهم أهل سنن كانوا عليها في الخير والشر ، وهو قول الزجاج ، وأصل السنة الطريقة المتبعة في الخير والشر ، ومنه سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال لبيد بن ربيعة : @ من معشر سنت لهم آباؤهم ولكل قوم سُنَّةٌ وإمامها @@ وقال سليمان بن فيد : @ فإن الألى بالطف من آل هاشمٍ تآسَواْ فسنوا للكرام التآسيا @@ { هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ } فيه قولان : أحدهما : أنه القرآن ، وهذا قول الحسن ، وقتادة . والثاني : أنه ما تقدم ذكره في قوله تعالى : { قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ } الآية ، وهذا قول ابن إسحاق . { وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ } نور وأدب . { إِن يَمْسَسْكُم قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ } يعني أن يصيبكم قرح ، قرأ أبو بكر عن عاصم ، وحمزة ، والكسائي بضم القاف ، وقرأ الباقون بفتحها ، وفيها قولان : أحدهما : أنها لغتان ومعناهما واحد . والثاني : أن القرح بالفتح : الجراح ، وبالضم ألم الجراح ، وهو قول الأكثرين . وأما الفرق بيت المس واللمس فهو أن اللمس مباشرة بإحساس ، والمس مباشرة بغير إحساس ، وهذا ما ذكره الله تعالى للمؤمنين تسلية لهم فإن أصابهم يوم أحد قرح فقد أصاب المشركين يوم بدر مثله . { وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُها بَينَ النَّاسِ } قال الحسن ، وقتادة : أي تكون مرة لفرقة ، ومرة عليها والدولة : الكرة ، يقال أدال الله فلاناً من فلان بأن جعل الكرة له عليه . { وَليُمَحِّصَ اللهُ الَّذِينَ ءَآمَنُوا } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : معناه ليبتلي ، وهذا قول ابن عباس . والثاني : يعني بالتمحيص تخليصه من الذنوب ، وهو قول أبي العباس والزجاج ، أصل التمحيص عندهما التخليص . والثالث : معناه وليمحص الله ذنوب الذين آمنوا ، وهو قول الفراء { وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ } قال ابن عباس : ينقصهم . { وَلَقَدْ كُنتُم تَمنَّونَ الْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ } قيل تمنى الموت بالجهاد من لم يحضر بدراً ، فلما كان أحد أعراض كثير منهم فعاتبهم الله تعالى على ذلك ، هكذا قال الحسن وقتادة ومجاهد . { فَقَدْ رَأَيتُمُوهُ وَأَنتُم تَنظُرُونَ } فيه قولان : أحدهما : يعني فقد علمتموه . والثاني : فقد رأيتم أسبابه .