Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 1-4)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الم اللهُ لآ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } وقد ذكرنا تفسير ذلك من قبل . فإن قيل : { الم } اسم من أسماء الله تعالى كان قوله : { اللهَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ } نعتاً للمسمى به ، وتفسيره أن { الم } هو الله لا إله إلا هو . وإن قيل : إنه قسم كان واقعاً على أنه سبحانه لا إله إلا هو الحي القيوم ، إثباتاً لكونه إلهاً ونفياً أن يكون غيره إلهاً . وإن قيل بما سواهما من التأويلات كان ما بعده مبتدأ موصوفاً ، وأن الله هو الذي لا إله إلا هو الحي القيوم . ونزلت هذه الآية إلى نيف وثمانين آية من السورة في وفد نجران من النصارى لما جاؤوا يحاجّون النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا أربعة عشر رجلاً من أشرافهم . { نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ } فيه وجهان : أحدهما : بالعدل مما استحقه عليك من أثقال النبوة . والثاني : بالعدل فيما اختصك به من شرف الرسالة . وإن قيل بأنه الصدق ففيه وجهان : أحدهما : بالصدق فيما تضمنه من أخبار القرون الخالية والأمم السالفة . والثاني : بالصدق فيما تضمنه من الوعد بالثواب على طاعته ، والوعيد بالعقاب على معصيته . { مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } أي لما قبله من كتاب ورسول ، وإنما قيل لما قبله { بَيْنَ يَدَيْهِ } لأنه ظاهر له كظهور ما بين يديه . وفي قوله : { مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } قولان : أحدهما : معناه مخبراً بما بين يديه إخبار صدق دل على إعجازه . والثاني : معناه أنه يخبر بصدق الأنبياء فيما أتوا به على خلاف من يؤمن ببعض ويكفر ببعض . قوله عز وجل : { … إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ اللهِ } فيه وجهان : أحدهما : بدلائله وحججه . والثاني : بآيات القرآن ، قال ابن عباس يريد وفد نجران حين قَدِموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم لمحاجّته . { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } يعني عذاب جهنم . { وَاللهُ عَزِيزٌ } فيه وجهان : أحدهما : في امتناعه . الثاني : في قدرته . { ذُو انتِقَامٍ } فيه وجهان : أحدهما : ذو سطوة . والثاني : ذو اقتضاء .