Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 42-44)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ : يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصطفاك } فيه قولان : أحدهما : اصطفاها على عالمي زمانها ، وهذا قول الحسن . والثاني : أنه اصطفاها لولادة المسيح ، وهو قول الزجاج . { وَطَهَّرَكِ } فيه قولان : أحدهما : طهرك من الكفر ، وهو قول الحسن ومجاهد . والثاني : طهرك من أدناس الحيض والنفاس ، وهو قول الزجاج . { وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَآءِ الْعَالَمِينَ } فيه قولان : أحدهما : انه تأكيد للاصطفاء الأول بالتكرار . والثاني : أن الاصطفاء الأول للعبادة ، والاصطفاء الثاني لولادة المسيح . قوله عز وجل : { يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : يعني أخلصي لربك ، وهو قول سعيد . والثاني : معناه أديمي الطاعة لربك ، وهو قول قتادة . والثالث : أطيلي القيام في الصلاة ، وهو قول مجاهد . { وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ } وفي تقديم السجود على الركوع قولان : أحدهما : أنه كان مقدماً في شريعتهم وإن كان مؤخراً عندنا . والثاني : أن الواو لا توجب الترتيب ، فاستوى حكم التقديم في اللفظ وتأخيره ، وأصل السجود والانخفاض الشديد والخضوع ، كما قال الشاعر : @ فكلتاهما خَرّت وأسجّدّ رأسُها كما سَجَدتْ نصرانةٌ لم تحنف @@ وكذلك الركوع إلا أن السجود أكثر إنخفاضاً . وفي قوله تعالى : { وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ } قولان : أحدهما : معناه وافعلي كفعلهم . والثاني : يعني مع الراكعين في صلاة الجماعة . قوله تعالى : { ذَلِكَ مِنْ أَنبَآءِ الْغَيْبِ } يعني ما كان من البشرى بالمسيح . { نُوحِيهِ إِلَيْكَ } وأصل الوحي إلقاء المعنى إلى صاحبه ، والوحي إلى الرسل الإلقاء بالإنزال ، وإلى النحل بالإلهام ، ومن بعض إلى بعض بالإشارة ، كما قال تعالى : { فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيٍّا } . قال العجاج : @ … . أوحى لها القرار فاستقرّت @@ { وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ } فيه قولان : أحدهما : أنهم تشاجروا عليها وتنازعوا فيها طلباً لكفالتها ، فقال زكريا : أنا أحق بها لأن خالتها عندي ، وقال القوم : نحن أحق بها لأنها بنت إمامنا وعالمنا ، فاقترعوا عليها بإلقاء أقلامهم وهي القداح مستقبلة لجرية الماء ، فاستقبلت عصا زكريا لجرية الماء مصعدة ، وانحدرت أقلامهم فقرعهم زكريا ، وهو معنى قوله تعالى : { وَكَفَّلَهَا } وهذا قول ابن عباس ، وعكرمة ، والحسن ، والربيع . والقول الثاني : أنهم تدافعوا كفالتها لأن زكريا قد كان كفل بها من غير اقتراع ، ثم لحقهم أزمة ضعف بها عن حمل مؤونتها ، فقال للقوم : ليأخذها أحدكم فتدافعوا كفالتها وتمانعوا منها ، فأقرع بينهم وبين نفسه فخرجت القرعة له ، وهذا قول سعيد .