Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 46-47)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ } قال الضحاك : بالغيث . ويحتمل وجهاً ثانياً : بخصب الزمان وصحة الأبدان . وقال أُبي بن كعب : كل شيء في القرآن من الرياح فهو رحمة ، وكل شيء في القرآن من الريح فهو عذاب . وقال عبد الله بن عمر : الريح ثمانية ، أربعة منها رحمة وأربعة منها عذاب ، فأما الرحمة فالناشرات والمبشرات والمرسلات والذاريات ، وأما العذاب فالعقيم والصرصر وهما في البر ، والعاصف والقاصف وهما في البحر . { وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ } فيه تأويلان : أحدهما : بردها وطيبها ، قاله الضحاك . الثاني : المطر ، قاله مجاهد وقتادة . { وَلِتَجْزِي الْفُلْكُ } يعني السفن . { بِأمْرِهِ … } يحتمل وجهين : أحدهما : بقدرته في تسييرها . الثاني : برحمته لمن فيها . { … وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } يعني ما عدّده من نعمه فتطيعوه لأن طاعة العبد لربه في شكره لنعمته إذ ليس مع المعصية شكر ولا مع كفر النعمة طاعة . قوله : { … وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } فيه وجهان : أحدهما : نصر الأنبياء بإجابة دعائهم على المكذبين لهم من قومهم ، قاله يحيى بن سلام . الثاني : نصر المؤمنين بإيجاب الذبّ عن أعراضهم ، روت أم الدرداء ، قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " مَا مِنِ امْرِىءٍ مُسْلِمٍ يَرُدُّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ إِلاَّ كَانَ حَقّاً عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَن يَرُدَّ عَنْهُ نَارَ جَهَنَّمَ يَوْمَ القِيَامِةِ " ثم تلا هذه الآية { وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } .