Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 30, Ayat: 48-51)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { … وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : قطعاً ، قاله قتادة . الثاني : متراكماً بعضه على بعض ، قاله يحيى بن سلام . الثالث : في سماء دون سماء ، قاله الضحاك . { فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ } أي من خلال السحاب . وقرأ الضحاك بن مزاحم : من خلله ، وفي { الْوَدْقَ } تأويلان : أحدهما : أنه البرق ، حكاه أبو نخيلة الحماني عن أبيه . الثاني : أنه المطر ، قاله مجاهد والضحاك ومنه قول الشاعر : @ فلا مزنة ودقت ودْقُها ولا أرض أبقل إبقالها @@ قوله : { فَانظُرْ إِلَى ءَآثارِ رَحْمَةِ اللَّهِ } يعني المطر . { كَيْفَ يُحْيي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهآ } يعني بالماء حتى أنبتت شجراً ومرعى بعد أن كانت بالجدب مواتاً ، قال عكرمة : ما أنزل الله من السماء قطرة إلا أنبت بها في الأرض عشبة أو في البحر لؤلؤة . { إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى } لأن القادر على إحياء الأرض الموات قادر على إحياء الأموات استدلالاً بالشاهد على الغائب . وتأول من تعمّق في غوامض المعاني آثار رحمة الله أنه مواعظ القرآن وحججه تحيي القلوب الغافلة . قوله : { وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً } فيه قولان : أحدهما : فرأوا السحاب مصفراً ، لأن السحاب إذا كان كذلك لم يمطر ، حكاه علي ابن عيسى وقيل إنها الريح الدبور لأنها لا تلقح . الثاني : فرأوا الزرع مصفراً بعد اخضراره ، قاله ابن عباس وأبو عبيدة . { لَظَلُّواْ مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } ومعنى ظل هو أنه أوقع الفعل في صدر النهار وهو الوقت الذي فيه الظل ، لأنه وقت مختص بأهم الأمور لتقديمه عن نّية من الليل . وكذلك قولهم أضحى يفعل ، لكن قد يعبر بقولهم ظل يفعل عن فعل أول النهار وآخره اتساعاً لكثرة استعماله ، وقلَّما يستعمل أضحى يفعل إلا في صدر النهار دون آخره . ويحتمل { يَكْفُرُونَ } هنا وجهين : أحدهما : يَشْكَونَ . الثاني : يذمّون .