Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 12-14)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُواْ رُءُسِهِم عِند رَبِّهمُ } أي عند محاسبة ربهم وفيه أربعة أوجه : أحدها : من الغم ، قاله ابن عيسى . الثاني : من الذل ، قاله ابن شجرة . الثالث : من الحياء ، حكاه النقاش . الرابع : من الندم ، قاله يحيى بن سلام . { رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا } فيه وجهان : أحدهما : أبصرنا صدق وعيدك وسمعنا تصديق رسلك ، قاله ابن عيسى . الثاني : أبصرنا معاصينا وسمعنا ما قيل فينا ، قال قتادة ، أبصروا حين لم ينفعهم البصر وسمعوا حين لم ينفعهم السمع . { فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ } أي ارجعنا إلى الدنيا نعمل فيها صالحاً . { إِنَّا مُوقِنُونَ } فيه وجهان : أحدهما : مصدقون بالبعث ، قاله النقاش . الثاني : مصدقون بالذي أتي به محمد صلى الله عليه وسلم أنه حق ، قاله يحيى بن سلام . قال سفيان : فأكذبهم الله فقال : { وَلَو رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنهُ } [ الأنعام : 28 ] الآية . قوله تعالى : { وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍٍ هُدَاهَا } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : هدايتها للإيمان . الثاني : للجنة . الثالث : هدايتها في الرجوع إلى الدنيا لأنهم سألوا الرجعة ليؤمنوا . { وَلَكِنْ حَقَّ الْقَولُ مِنِّي } فيه وجهان : أحدهما : معناه سبق القول مني ، قاله الكلبي ويحيى بن سلام . الثاني : وجب القول مني ، قاله السدي كما قال كثير : @ فإن تكن العتبى فأهلاً ومَرْحباً وحقت لها العتبى لدنيا وقلّت @@ { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِن الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } يعني من عصاه من الجنة والناس . وفي الجنة قولان : أحدهما : أنه الجن ، قاله ابن كامل . الثاني : أنهم الملائكة ، رواه السدي عن عكرمة ، وهذا التأويل معلول لأن الملائكة لا يعصون الله فيعذبون . وسموا جنة لاجتنانهم عن الأبصار ومنه قول زيد بن عمرو : @ عزلت الجن والجنان عني كذلك يفعل الجلد الصبور @@ قوله : { فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَذَا } فيه وجهان : أحدهما : فذوقوا عذابي بما تركتم أمري ، قال الضحاك . الثاني : فذوقوا العذاب بما تركتم الإيمان بالبعث في هذا اليوم ، قاله يحيى بن سلام . { إِنَّا نَسِينَاكُمْ } فيه وجهان : أحدهما : إنا تركناكم من الخير ، قاله السدي . الثاني : إنا تركناكم في العذاب ، قاله مجاهد . { وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ } وهو الدائم الذي لا انقطاع له . { بِمَ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } يعني في الدنيا من المعاصي ، وقد يعبر بالذوق عما يطرأ على النفس وإن لم يكن مطعوماً لإحساسها به كإحساسها بذوق الطعام ، قال ابن أبي ربيعة :