Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 15-17)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { إِنَّمَا يُؤْمِنُ بئَايَاتِنَا } فيه وجهان : أحدهما : يصدق بحجتنا ، قاله ابن شجرة . الثاني : يصدق بالقرآن وآياته ، قاله ابن جبير . { الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِهَا خَرُّواْ سُجَّداً } فيه وجهان : أحدهما : الذين إذا دعوا إلى الصلوات الخمس بالأذان أو الإقامة أجابوا إليها قاله أبو معاذ ، لأن المنافقين كانوا إذا أقيمت الصلاة خرجوا من أبواب المساجد . الثاني : إذا قرئت عليهم آيات القرآن خضعوا بالسجود على الأرض طاعة لله وتصديقاً بالقرآن . وكل ما سقط على شيء فقد خر عليه قال الشاعر : @ وخر على الألاءِ ولم يوسد كأن جبينه سيف صقيل @@ { وَسَبَّحُواْ بِحْمْدِ رَبِّهِمْ } فيه وجهان : أحدهما : معناه صلوا حمداً لربهم ، قاله سفيان . الثاني : سبحوا بمعرفة الله وطاعته ، قاله قتادة . { وَهُمْ لاَ يَستَكْبِرُونَ } فيه وجهان : أحدهما : عن عبادته ، قاله يحيى بن سلام . الثاني : عن السجود كما استكبر أهل مكة عن السجود له ، حكاه النقاش . قوله : { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عِنِ الْمَضَاجِعِ } أي ترتفع عن مواضع الاضطجاع قال ابن رواحة : @ يبيت يجافي جنبه عن فِراشِه إذا استثقلت بالمشركين المضاجع @@ وفيما تتجافى جنوبهم عن المضاجع لأجله قولان : أحدهما : لذكر الله إما في صلاة أو في غير صلاة قاله ابن عباس والضحاك . الثاني : للصلاة - روى ميمون بن شبيب عن معاذ بن جبل قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فقال : " إِنْ شِئْتَ أَنبَأْتُكَ بَأبوابِ الْخَيرِ : الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ تُطْفِىءُ الخَطِيئَة وَقِيَامُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيلِ " ثم تلا هذه الآية . وفي الصلاة التي تتجافى جنوبهم لأجلها أربعة أقاويل : أحدها : التنفل بين المغرب والعشاء ، قاله قتادة وعكرمة . الثاني : صلاة العشاء التي يقال لها صلاة العتمة ، قاله الحسن وعطاء . الثالث : صلاة الصبح والعشاء في جماعة ، قاله أبو الدرداء وعبادة . الرابع : قيام الليل ، قاله مجاهد والأوزاعي ومالك وابن زيد . { يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً } فيه وجهان : أحدهما : خوفاً من حسابه وطمعاً في رحمته . الثاني : خوفاً من عقابه وطمعاً في ثوابه . ويحتمل ثالثاً : يدعونه في دفع ما يخافون والتماس ما يرجون ولا يعدلون عنه في خوف ولا رجاء . { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : يؤتون الزكاة احتساباً لها ، قاله ابن عباس . الثاني : صدقة يتطوع بها سوى الزكاة ، قاله قتادة . الثالث : النفقة في طاعة الله ، قال قتادة : أنفقوا مما أعطاكم الله فإنما هذه الأموال عواري وودائع عندك يا ابن آدم أوشكت أن تفارقها . الرابع : أنها نفقة الرجل على أهله . قوله : { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } فيه قولان : أحدهما : أنه للذين تتجافي جنوبهم عن المضاجع ، قاله ابن مسعود . الثاني : أنه للمجهدين قاله تبيع . وفي { قُرَّةِ أَعْيُنٍ } التي أخفيت لهم أربعة أوجه : أحدها : رواه الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِنِي أَعْدَدْتُ لِعبَادي الصَّالِحِينَ مَا لاَ عَينٌ رَأَتْ وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ اقْرَأُواْ إِنْ شِئْتُم : { فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } " الآية . الثاني : أنه جزاء قوم أخفوا عملهم فأخفى الله ما أعده لهم . قال الحسن بالخفية : خفية وبالعلانية علانية . الثالث : أنها زيادة تحف من الله ليست في حياتهم يكرمهم بها في مقدار كل يوم من أيام الدنيا ثلاث مرات ، قاله ابن جبير . الرابع : أنه زيادة نعيمهم وسجود الملائكة لهم ، قاله كعب . ويحتمل خامساً : اتصال السرور بدوام النعيم . { جَزَآءً بِمَ كَانُواْ يَعْمَلُونَ } يعني من فعل الطاعات واجتناب المعاصي .