Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 18-19)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ } يعني المثبطين من المنافقين ، قيل إنهم عبد الله بن أُبي وأصحابه . { وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِليْنَا } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنهم المنافقون قالوا للمسلمين ما محمد إلا أكلة رأس وهو هالك ومن معه فهلم إلينا . الثاني : أنهم اليهود من بني قريظة قالوا لإخوانهم من المنافقين هلم إلينا أي تعالوا إلينا وفارقوا محمداً فإنه هالك وإن أبا سفيان إن ظفر لم يبق منكم أحداً . الثالث : ما حكاه ابن زيد أن رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم انصرف من عند يوم الأحزاب فوجد أخاه بين يديه شواء ورغيف فقال : أنت هكذا ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرماح والسيوف ، فقال له أخوه كان من أبيه وأمه . هلّم إليّ قد تُبع بك وبصاحبك أي قد أحيط بك وبصاحبك ، فقال له : كذبت والله لأخبرنه بأمرك وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره فوجده قد نزل عليه جبريل عليه السلام بقوله تعالى : { قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ المُعَوِّقينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا } . { وَلاَ يَأْتُونَ البََأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً } فيه وجهان : أحدهما : لا يحضرون القتال إلا كارهين وإن حضروه كانت أيديهم مع المسلمين وقلوبهم مع المشركين قاله قتادة . الثاني : لا يشهدون القتال إلا رياء وسمعة ، قاله السدي ، وقد حكي عن الحسن في قوله تعالى : { وَلاَ يَذْكُرُونَ إلاَّ قَلِيلاً } إنما قل لأنه كان لغير الله عز وجل . قوله تعالى : { أَشِحَّةً عَلَيكُمْ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : أشحة بالخير ، قاله مجاهد . الثاني : بالقتال معكم ، قاله ابن كامل . الثالث : بالغنائم إذا أصابوها ، قاله السدي . الرابع : أشحة بالنفقة في سبيل الله ، قاله قتادة . { فَإِذَا جَآءَ الْخَوفُ } فيه قولان : أحدهما : إذا جاء الخوف من قتال العدو إذا أقبل ، قاله السدي . الثاني : الخوف من النبي صلى الله عليه وسلم إذا غلب ، قاله ابن شجرة . { رَأيْتُهُمْ يَنْظُرُونَ إِليَكَ } خوفاً من القتال على القول الأول ، ومن النبي صلى الله عليه وسلم على القول الثاني . { تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيهِ مِنَ الْمَوتِ } يحتمل وجهين : أحدهما : تدور أعينهم لذهاب عقولهم حتى لا يصح منهم النظر إلى جهة . الثاني : تدور أعينهم لشدة خوفهم حذراً أن يأتيهم القتل من كل جهة . { فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ } فيه وجهان : أحدهما : أي رفعوا أصواتهم عليكم بألسنة حداد أي شديدة ذربة ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : " لَعَنَ اللَّهُ السَّالِقَةَ وَالخَارِقَةُ وَالحَالِقَةَ " يعني بالسالقة التي ترفع صوتها بالنياحة والخارقة التي تخرق ثوبها في المصيبة وبالحالقة التي تحلق شعرها . الثاني : معناه آذوكم بالكلام الشديد . والسلق الأذى ، قاله ابن قتيبة . قال الشاعر : @ ولقد سلقن هوازنا بنواهلٍ حتى انحنينا @@ وقال الخليل : سلقته باللسان إذا أسمعته ما يكره وفي سلقهم بألسنةٍ حداد وجهان : أحدهما : نزاعاً في الغنيمة ، قاله قتادة . الثاني : جدالاً عن أنفسهم ، قاله الحسن . { أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : على قسمة الغنيمة ، قاله يحيى بن سلام . الثاني : على المال ينفقونه في سبيل الله ، قاله السدي . الثالث : على النبي صلى الله عليه وسلم بظفره . { أَوْلَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُواْ } يعني بقلوبهم . { فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ } يعني حسناتهم أن يثابوا عليها لأنهم لم يقصدوا وجه الله تعالى بها . { وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً } فيه وجهان : أحدهما : وكان نفاقهم على الله هيناً . الثاني : وكان إحباط عملهم على الله هيناً .