Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 21-22)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُوُلِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ } فيه وجهان : أحدهما : أي مواساة عند القتال ، قاله السدي . الثاني : قدوة حسنة يتبع فيها ، والأسوة الحسنة المشاركة في الأمر يقال هو مواسيه بماله إذا جعل له نصيباً . وفي المراد بذلك وجهان : أحدهما : الحث على الصبر مع النبي صلى الله عليه وسلم في حروبه . الثاني : التسلية لهم فيما أصابهم فإن النبي صلى الله عليه وسلم شُج وكُسِرَت رباعيته وقتل عمه حمزة . { لِمَن كَانَ يَرْجُواْ اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِر } فيه وجهان : أحدهما : لمن كان يرجو ثواب الله في اليوم الآخر قاله ابن عيسى . الثاني : لمن كان يرجوا الله بإيمانه ويصدق بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال ، قاله ابن جبير . { وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } يحتمل وجهين : أحدهما : أي استكثر من العمل بطاعته تذكراً لأوامره . الثاني : أي استكثر من ذكر الله خوفاً من عقابه ورجاء لثوابه واختلف فيمن أريد بهذا الخطاب على قولين : أحدهما : المنافقون عطفاً عل ما تقدم من خطابهم . الثاني : المؤمنون لقوله : { لِمَن كَانَ يَرْجُواْ اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ } . واختلف في هذه الأسوة بالرسول هل هي على الإِيجاب أو على الاستحباب على قولين : أحدهما : على الإيجاب حتى يقوم دليل علىالاستحباب . الثاني : على الاستحباب حتى يقول دليل على الإيجاب . ويحتمل أن يحمل على الإيجاب في أمور الدين ، وعلى الاستحباب في أمور الدنيا . قوله تعالى : { وَلَمَّا رَأَى المُؤْمِنُونَ الأحْزَابِ … } الآية . فيه قولان : أحدهما : أن الله وعدهم في سورة البقرة فقال { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم } [ البقرة : 214 ] الآية . فلما رأواْ أحزاب المشركين يوم الخندق { قَالُواْ هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ } قاله قتادة . الثاني : ما رواه كثير بن عبد الله بن عمرو المزني عن أبيه عن جده قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ذكرت الأحزاب فقال : " أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ أَنَّ أُمَّتِي ظَاهِرَةُ عَلَيهَا يَعْنِي قُصُورِ الحِيرَةِ وَمَدَائِنِ كِسرَى فَأبْشِرُوا بِالنَّصْرِ " فاستبشر المسلمون وقالوا : الحمد لله موعد صادق إذ وعدنا بالنصر بعد الحصر فطلعت الأحزاب فقال المؤمنون { هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولَهُ } الآية . { … إِيمَاناً وَتَسْلِيماً } فيه قولان : أحدهما : إلا إيماناً وتسلمياً للقضاء ، قاله الحسن . الثاني : إلا إيماناً بما وعد الله وتسليماً لأمر الله .