Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 23-24)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ } فيهم قولان : أحدهما : أنهم بايعوا الله على ألا يفرُّوا ، فصدقوا في لقائهم العدو يوم أحد ، قاله يحيى بن سلام . الثاني : أنهم قوم لم يشهدوا بدراً فعاهدوا الله ألا يتأخروا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرب يشهدها أو أمر بها ، فوفوا بما عاهدوا الله عليه ، قاله أنس بن مالك . { فَمِنْهُم مَّن قَضَى نحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنْتَظِرُ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : فمنهم من مات ومنهم من ينتظر الموت ، قاله ابن عباس ومنه قول بشر بن أبي خازم : @ قضى نحب الحياة وكلُّ حي إذا يُدْعى لميتته أجابا @@ الثاني : فمنهم من قضى عهده قتل أو عاش ، ومنهم من ينتظر أن يقضيه بقتال أو صدق لقاء ، قاله مجاهد . الثالث : فمنهم من قضى نذره ومنه قول الراعي : @ حتى تحنّ إلى ابن أكرمها حسباً وكن منجز النحب @@ فيكون النحب على التأويل الأول الأجل ، وعلى الثاني العهد ، وعلى الثالث النذر . { وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً } فيه وجهان : أحدهما : ما غيروا كما غير المنافقون ، قاله ابن زيد . الثاني : ما بدلوا ما عاهدوا الله عليه من الصبر ولا نكثوا بالفرار ، وهذا معنى قول الحسن . قوله : { لِّيَجْزِيَ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ } يحتمل وجهين : أحدهما : الذين صدقوا لما رأواْ الأحزاب { هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ } الآية . الثاني : الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه من قبل فثابوا ولم يغيروا . { وَيُعَذِّبُ الْمُنَافِقِينَ إِن شَآءَ } فيه وجهان : أحدهما : يعذبهم إن شاء ويخرجهم من النفاق إن شاء ، قاله قتادة . الثاني : يعذبهم في الدنيا إن شاء أو يميتهم على نفاقهم فيعذبهم في الآخرة إن شاء ، قاله السدي . { أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } قال السدي يخرجهم من النفاق بالتوبة حتى يموتوا وهم تائبون . { إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً } يحتمل وجهين : أحدهما : غفرواً بالتوبة رحيماً بالهداية إليها . الثاني : غفوراً لما قبل التوبة رحيماً لما بعدها .