Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 32-34)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { يَا نِسَآءَ النَّبِيَّ لَسْتنَّ كَأَحَدٍ مّنَ النِّسَآءِ } قال قتادة : من نساء هذه الأمة . { إِنِ اتَّقَيْتُنَّ } قال مقاتل : إنكن أحق بالتقوى من سائر النساء . { فَلاَ تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ } فيه ستة أوجه : أحدها : معناه فلا ترققن بالقول . الثاني : فلا ترخصن بالقول ، قاله ابن عباس . الثالث : فلا تُلِن القول ، قاله الفراء . الرابع : لا تتكلمن بالرفث ، قاله الحسن . قال متمم . @ ولستُ إذا ما أحدث الدهر نوبة عليه بزوّار القرائب أخضعا @@ الخامس : هو الكلام الذي فيه ما يهوى المريب . السادس : هو ما يدخل من كلام النساء في قلوب الرجال ، قاله ابن زيد . { فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ } فيه قولان : أحدهما : أنه شهوة الزنى والفجور ، قاله عكرمة والسدي . الثاني : أنه النفاق ، قاله قتادة . وكان أكثر من تصيبه الحدود في زمان النبي صلى الله عليه وسلم المنافقون . { وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : صحيحاً ، قاله الكلبي . الثاني : عفيفاً ، قاله الضحاك . الثالث : جميلاً . قوله عز وجل : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ } قرئت على وجهين : أحدهما : بفتح القاف ، قرأه نافع وعاصم ، وتأويلها اقررن في بيوتكن ، من القرار في مكان . الثاني : بكسر القاف : قرأها الباقون ، وتأويلها كن أهل وقار وسكينة . { وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى } وفي خمسة أوجه : أحدها : أنه التبختر ، قاله ابن أبي نجيح . الثاني : كانت لهن مشية تكسرٍ وتغنج ، فنهاهن عن ذلك ، قاله قتادة ، ومنه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " المَائِلاَتُ المُمِيلاَتُ : اللاَّئِي يَسْتَمِلْنَ قُلُوبَ الرِّجَالِ إلَيهِنَّ " . الثالث : أنه كانت المرأة تمشي بين يدي الرجل ، فذلك هو التبرج ، قاله مجاهد . الرابع : هو أن تلقي الخمار على رأسها ولا تشده ليواري قلائدها وعنقها وقرطها ، ويبدو ذلك كله منها ، فذلك هو التبرج ، قال مقاتل بن حيان . الخامس : أن تبدي من محاسنها ما أوجب الله تعالى عليها ستره ، حكاه النقاش وأصله من برج العين وهو السعة فيها . وفي { الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى } أربعة أقاويل : أحدها : ما بين عيسى ومحمد عليهما السلام ، قاله الشعبي وابن أبي نجيح . الثاني : زمان إبراهيم ، قاله مقاتل والكلبي ، وكانت المرأة في ذلك الزمان تلبس درعاً مفرجاً ليس عليها غيره وتمشي في الطريق ، وكان زمان نمرود . الثالث : أنه ما بين آدم ونوح عليهما السلام ثمانمائة سنة ، وكان نساؤهم أقبح ما تكون النساء ، ورجالهم حسان ، وكانت المرأة تريد الرجل على نفسها ، فهو تبرج الجاهلية الأولى : قاله الحسن . الرابع : أنه ما بين نوح وإدريس . روى عكرمة عن ابن عباس أن الجاهلية الأولى كانت ألف سنة . وفيه قولان : أحدهما : أنه كانت المرأة في زمانها تجمع زوجاً وخلما ، والخلم الصاحب ، فتجعل لزوجها النصف الأسفل ولخلمها نصفها الأعلى ، ولذلك يقول بعض الخلوم : @ فهل لك في البدال أبا خبيب فأرضى بالأكارع والعجُوز @@ الثاني : وهو مبدأ الفاحشة ، وهو أن بطنين من بني آدم كان أحدهما يسكن السهل ، والآخر يسكن الجبل ، وكان رجال الجبل صباحاً وفي النساء دمامة ، وأن إبليس اتخذ لهم عيداً فاختلط أهل السهل بأهل الجبل فظهرت الفاحشة فيهم ، فهو تبرج الجاهلية . قوله عز وجل : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ } وفي الرجس ها هنا ستة أقاويل : أحدها : الإثم ، قاله السدي . الثاني : الشرك ، قاله الحسن . الثالث : الشيطان ، قاله ابن زيد . الرابع : المعاصي . الخامس : الشك . السادس : الأقذار . وفي قوله تعالى { أَهْلَ الْبَيْتِ } - ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه عنى علياً وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم ، قاله أبو سعيد الخدري وأنس بن مالك وعائشة وأم سلمة رضي الله عنهم . الثاني : أنه عنى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم خاصة ، قاله ابن عباس وعكرمة . الثالث : أنها في الأهل والأزواج ، قاله الضحاك . { وَيُطَهّرَكُمْ تطْهِيراً } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : من الإثم ، قاله السدي . الثاني : من السوء ، قاله قتادة . الثالث : من الذنوب ، قاله الكلبي ، ومعانيها متقاربة . وفي تأويل هذه الآية لأصحاب الخواطر ثلاثة أوجه : أحدها : يذهب عنكم رجس الأهواء والتبرج ويطهركم من دنس الدنيا والميل إليها . الثاني : يذهب عنكم رجس الغل والحسد ، ويطهركم بالتوفيق والهداية . الثالث : يذهب عنكم رجس البخل والطمع ويطهركم بالسخاء والإيثار ، روى أبو ليلى الكندي عن أم سلمة أن هذه الآية نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيتها على منام له ، عليه كساء خيبري . قوله عز وجل : { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءَايَاتِ اللَّهِ } قال قتادة القرآن . { وَالْحِكْمَةِ } فيها وجهان : أحدهما : السنة ، قاله قتادة . الثاني : الحلال والحرام والحدود ، قاله مقاتل . { إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً } قال عطية العوفي : لطيفاً باستخراجها خبيراً بموضعها .