Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 34, Ayat: 22-23)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَلاَ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ } حكى الفراء فيه وجهين : أحدهما : حتى يؤذن له في الشفاعة . الثاني : حتى يؤذن له فيمن يشفع له ، ووجدت الأول قول الكلبي والثاني قول مقاتل . { حَتَّى إذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ } فيه ستة تأويلات : أحدها : معناه خلي عن قلوبهم الفزع ، قاله ابن عباس ، وقال قطرب : أخرج ما فيها من الخوف . الثاني : كشف عن قلوبهم الغطاء يوم القيامة ، قاله مجاهد . الثالث : أنهم الشياطين فزع عن قلوبهم ففارقوا ما كانوا عليه من إضلال أوليائهم ، قاله ابن زيد . الرابع : أنهم دعوا فاستجابوا من قبورهم مأخوذ من الفزع الذي هو الدعاء والاستصراخ فسمي الداعي فزعاً والمجيب فزعاً ، قال زهير : @ إذا فزعوا طاروا إلى مستغيثهم طوال الرماح لا قصار ولا عُزْلُ @@ الخامس : أنهم الملائكة فزعوا عند سماع الوحي من الله تعالى لانقطاعه ما بين عيسى ومحمد عليهما السلام ، وكان لصوته صلصلة كوقع الحديد على الصفا ، فخرُّوا عنده سجوداً مخافة القيامة فسألوا فقالوا : ماذا قال ربكم ؟ قالوا : الحق أي الوحي ، وهذا معنى قول كعب . السادس : وهو تأويل قراءة الحسن : حتى فرغ عن قلوبهم بالغين معجمة يعني فرغ ما فيها من الشك والشرك . { قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ } أي قال لهم الملائكة : ماذا قال ربكم في الدنيا . { قَالُواْ الْحَقَّ } يحتمل وجهين : أحدهما : أن يجدوا ما وصفوه عن الله تعالى حقاً . الثاني : أن يصدقوا بما قاله الله تعالى أنه حق . { وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } .