Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 12-14)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ } يحتمل وجهين : أحدهما : ما يستويان في أنفسهما . الثاني : في منافع الناس بهما . { هذَا عَذْبٌ فُراتٌ } والفرات هو العذب وذكره تأكيداً لاختلاف اللفظين كما يقال هذا حسن جميل . { سَآئَغٌ شَرَابُهُ } أي ماؤه . { وَهذا مِلْحٌ أُجَاجٌ } أي مُرٌّ مأخوذ من أجة النار كأنه يحرق من شدة المرارة ، قال الشاعر : @ دُرَّةٌ في اليمين أخرجها الغا ئص من قعر بحر ملح أجاج @@ { وَمِن كُلٍّ تَأكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً } يعني لحم الحيتان مأكول من كلا البحرين . { وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا } اللؤلؤ والمرجان يستخرج من الملح ، ويكون المراد أحدهما وإن عطف بالكلام عليهما . وقيل : بل هو مأخوذ منهما لأن في البحر عيوناً عذبة ، وما بينهما يخرج اللؤلؤ عند التمازج وقيل من مطر السماء . ثم قال : { تَلْبَسُونَهَا } وإن لبسها النساء دون الرجال لأن جمالها عائد عليهم جميعاً . { وَتَرى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ } فيه خمسة أوجه : أحدها : مقبلة ومدبرة وريح واحدة ، قاله يحيى بن سلام . الثاني : مواقر ، قاله الحسن . قال الشاعر : @ تراها إذا راحت ثقالاً كأنها مواخر فلك أو نعام حوافل @@ الثالث : معترضة ، قاله أبو وائل . الرابع : جواري ، قاله ابن قتيبة . الخامس : تمخر الماء أي تشقه في جريها شقاً ، قاله علي بن عيسى . { لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } قال مجاهد : التجاة في الفلك . ويحتمل وجهاً آخر ما يستخرج من حليته ويصاد من حيتان . { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [ فيه وجهان ] : أحدهما : على ما آتاكم من نعمه . الثاني : على ما آتاكم من فضله . ويحتمل ثالثاً : على ما أنجاكم من هوله .