Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 35, Ayat: 9-11)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً } فيه قولان : أحدهما : يعني بالعزة المنعة فيتعزز بطاعة الله تعالى ، قاله قتادة . الثاني : علم العزة لمن هي ، فلله العزة جميعاً . وقيل إن سبب نزول هذه الآية ما رواه الحسن أن المشركين عبدوا الأوثان لتعزهم كما وصف الله تعالى عنهم في قوله : { وَاتَّخَذُواْ مِن اللهِ دُونِ ءَالِهَةً لِّيَكُونُواْ لَهُم عِزّاً } فأنزل الله تعالى : { مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فِلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً } . { إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ } فيه قولان : أحدهما : أنه التوحيد ، قاله يحيى بن سلام . الثاني : الثناء علىمن في الأرض من صالح المؤمنين يصعد به الملائكة المقربون ، حكاه النقاش . { وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } فيه قولان : أحدهما : أنه أداء الفرائض . الثاني : أنه فعل القرب كلها . وفي قوله : { يَرْفَعُهُ } ثلاثة أقاويل : أحدها : أن العمل الصالح يرفعه الكلام الطيب ، قاله الحسن ، ويحيى بن سلام . الثاني : أن العمل الصالح يرفع الكلام الطيب ، قاله الضحاك وسعيد بن جبير . الثالث : أن العمل يرفعه الله بصاحبه ، قاله قتادة ، السدي . { وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ } يعني يشركون في الدنيا . { لَهُمْ عَذابٌ شَدِيدٌ } يعني في الآخرة . { وَمَكْرُ أُوْلئِكَ هُوَ يَبُورُ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : يفسد عند الله تعالى ، قاله يحيى بن سلام . الثاني : يبطل ، قاله قتادة . الثالث : يهلك ، والبوار الهلاك ، قاله قطرب . وفي المراد : { أُوْلئِكَ } قولان : أحدهما : أهل الشرك . الثاني : أصحاب الربا ، قاله مجاهد . قوله عز وجل : { وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ } يعني آدم . { ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ } يعني نسله . { ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً } فيه وجهان : أحدهما : أصنافاً ، قاله الكلبي . الثاني : ذكراناً وإناثاً ، والواحد الذي معه آخر من شكله زوج والاثنان زوجان ، قال الله تعالى : { وأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَينَ الذَّكَرَ والأُنْثَى } [ النجم : 45 ] وتأول قتادة قوله تعالى : { ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً } أي زوّج بعضكم لبعض . { وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ } يعني بأمره . { وَمَا يَعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ منْ عَمُرِهِ … } الآية . فيه قولان : أحدهما : ما نمد في عمر معمر حتى يصير هرماً . ولا ينقص من عمر أحد حتى يموت طفلاً إلا في كتاب . الثاني : ما يعمر من معمر قدر الله تعالى مدة أجله إلا كان ما نقص منه بالأيام الماضية عليه في كتاب عند الله . قال سعيد بن جبير : هي صحيفة كتب الله تعالى في أولها أجله ، ثم كتب في أسفلها ذهب يوم كذا ويوم كذا حتى يأتي على أجله ، وبمثله قال أبو مالك ، والشعبي . وفي عمر المعمر ثلاثة أقاويل : أحدها : ستون سنة ، قاله الحسن . الثاني : أربعون سنة . الثالث : ثماني عشرة سنة ، قاله أبو غالب . { … إنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ } أي هين . ويحتمل وجهين : أحدهما : أن إثبات ذلك على الله يسير . الثاني : أن زيادة عمر المعمر ونقصان عمر الآخر عند الله تعالى يسير . وللكلبي فيه ثالث : أن حفظ ذلك بغير كتاب على الله يسير .