Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 13-17)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إذْ جَآءَهَا الْمُرْسَلُونَ } هذه القرية هي أنطاكية من قول جميع المفسرين . { إذْ أَرْسَلْنَآ إِلَيهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا } اختلف في اسميهما على ثلاثة أقاويل : أحدها : أنهما شمعون ويوحنا ، قاله شعيب . الثاني : صادق وصدوق ، قاله ابن عباس وكعب الأحبار ووهب بن منبه . الثالث : سمعان ويحيى ، حكاه النقاش . { فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : فشددنا ، قاله مجاهد . الثاني : فزدنا ، قاله ابن جريج . الثالث : قوينا مأخوذ من العزة وهي القوة المنيعة ، ومنه قولهم : من عز وبز : واختلف في اسمه على قولين : أحدهما : يونس قاله شعيب . الثاني : شلوم ، قاله ابن عباس وكعب ووهب . وكان ملك أنطاكية أحد الفراعنة يعبد الأصنام مع أهلها ، وكانت لهم ثلاثة أصنام يعبدونها ، ذكر النقاش أن أسماءها رومس وقيل وارطميس . واختلف في اسم الملك على قولين : أحدهما : أن اسمه أنطيخس ، قاله ابن عباس وكعب ووهب . الثاني : انطرا ، قاله شعيب . قوله عز وجل : { مَآ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا } وهذا القول منهم إنكار لرسالته ، ويحتمل وجهين : أحدهما : أنكم مثلنا غير رسل وإن جاز أن يكون البشر رسلاً . الثاني : إن مثلكم من البشر لا يجوز أن يكونوا رسلاً . { وَمَآ أَنزَلَ الرَّحْمنُ مِن شَيْءٍ } يحتمل وجهين : أحدهما : أن يكون ذلك منهم إنكاراً للرحمن أن يكون إلهاً مرسلاً . الثاني : أن يكون ذلك إنكاراً أن يكونوا للرحمن رسلاً . { إنْ أَنتُمْ إِلاَّ تُكْذِبُونَ } يحتمل وجهين : أحدهما : تكذبون في أن لنا إلهاً . الثاني : تكذبون في أن تكونوا رسلاً . قوله عز وجل : { قَالُواْ رَبُّنَا يَعْلَمُ إنَّا إلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ } فإن قيل يعلم الله تعالى أنهم لا تكون حجة عند الكفار لهم . قيل يحتمل قولهم ذلك وجهين : أحدهما : معناه ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون بما يظهره لنا من المعجزات ، وقد قيل إنهم أحيوا ميتاً وأبرؤوا زمِناً . الثاني : أن تمكين ربنا لنا إنما هو لعلمه بصدقنا . واختلف أهل العلم فيهم على قولين : أحدهما : أنهم كانوا رسلاً من الله تعالى إليهم . الثاني : أنهم كانوا رسل عيسى عليه السلام من جملة الحواريين أرسلهم إليهم فجاز ، لأنهم رسل رسول الله ، أن يكونوا رسلاً لله ، قاله ابن جريج . { وَمَا عَلَيْنَآ إلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ } يعني بالإعجاز الدال على صحة الرسالة أن الذي على الرسل إبلاغ الرسالة وليس عليهم الإجابة ، وإنما الإجابة على المدعوين دون الداعين .