Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 18-19)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { قَالُواْ إنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : تشاءَمنا بكم ، وعساهم قالوا ذلك لسوء أصابهم ، قاله يحيى بن سلام . قيل إنه حبس المطر عن أنطاكية في أيامهم . الثاني : معناه إن أصابنا شر فإنما هو من أجلكم ، قاله قتادة : تحذيراً من الرجوع عن دينهم . الثالث : استوحشنا منكم فيما دعوتمونا إليه من دينكم . { لَئِن لَّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنَّكُمْ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : لنرجمنكم بالحجارة ، قاله قتادة . الثاني : لنقتلنكم ، قاله السدي . الثالث : لنشتمنكم ونؤذيكم ، قاله النقاش . { وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } فيه وجهان : أحدهما : أنه القتل . الثاني : التعذيب المؤلم قبل القتل . قوله عز وجل : { قَالُواْ طَآئِرَكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُمْ } فيه أربعة أوجه : أحدها : أن أعمالكم معكم أئن ذكرناكم بالله تطيرتم بنا ، قاله قتادة . الثاني : أن الشؤم معكم إن أقمتم على الكفر إذا ذكرتم ، قاله ابن عيسى . الثالث : معناه أن كل من ذكركم بالله تطيرتم به ، حكاه بعض المتأخرين . الرابع : أن عملكم ورزقكم معكم ، حكاه ابن حسام المالكي . { بَل أَنتُمْ قومٌ مُّسْرفُونَ } فيه وجهان : أحدهما : في تطيركم ، قاله قتادة . الثاني : مسرفون في كفركم ، قاله يحيى بن سلام . وقال ابن بحر : السرف ها هنا الفساد ومعناه بل أنتم قوم مفسدون ، ومنه قول الشاعر : @ إن امرأ سرف الفؤاد يرى عسلاً بماءِ غمامة شتمي @@ وقيل : إن شمعون من بينهم أحيا بنت ملك أنطاكية من قبرها ، فلم يؤمن أحد منهم غير حبيب النجار فإنه ترك تجارته حين سمع بهم وجاءهم مسرعاً فآمن ، وقتلوا جميعاً وحبيب معهم ، وألقوا في بئر . قال مقاتل : هم أصحاب الرس : ولما عرج بروح حبيب إلى الجنة تمنى فقال { يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بَمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ } .