Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 20-25)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وَجَآءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى } اختلف فيه على ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه كان إسكافاً ، قاله عمربن عبد الحكيم . الثاني : أنه كان قصاراً ، قاله السدي . الثالث : أنه كان حبيب النجار ، قاله ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد . { قَالَ يَا قَومِ اتَّبِعُواْ الْمُرْسَلِينَ } وفي علمه بنبوتهم وتصديقه لهم قولان : أحدهما : لأنه كان ذا زمانة أو جذام فأبرؤوه ، قاله ابن عباس . الثاني : لأنهم لما دعوه قال أتأخذون على ذلك أجراً ؟ قالوا لا ، فاعتقد صدقهم وآمن بهم ، قاله أبو العالية . قوله عز وجل : { اتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً } يحتمل وجهين : أحدهما : أن يكون قال ذلك تنبيهاً على صدقهم . الثاني : أن يكون قال ذلك ترغيباً في أجابتهم . { وُهُم مُّهْتَدُونَ } يحتمل وجهين : أحدهما : مهتدون لهدايتكم . الثاني : مهتدون فاهتدوا بهم . قوله عز وجل : { وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي } أي خلقني { وَإِلَيهِ تُرْجَعُونَ } أي تبعثون . فإن قيل : فلم أضاف الفطرة إلى نفسه والبعث إليهم وهو معترف أن الله فطرهم جميعاً ويبعثهم إليه جميعاً ؟ قيل : لأنه خلق الله تعالى له نعمة عليه توجب الشكر ، والبعث في القيامة وعيد يقتضي الزجر ، فكان إضافة النعمة ، إلى نفسه إضافة شكر ، وإضافة الزجر إلى الكافر أبلغ أثراً . قال قتادة : بلغني أنهم لما قال لهم : وما لي لا أعبد الذي فطرني وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه وهو يقول : يا رب اهدِ قومي ، أحسبه قال : فإنهم لا يعلمون . قوله عز وجل : { إِنِّي ءَامَنتُ بِرَبِّكُم فَاسْمَعُونِ } فيه قولان : أحدهما : أنه خاطب الرسل بذلك أنه يؤمن بالله ربهم { فَاسْمَعُونِ } أي فاشهدوا لي ، قاله ابن مسعود . الثاني : أنه خاطب قومه بذلك ، ومعناه إني آمنت بربكم الذي كفرتم به فاسمعوا قولي ، قاله وهب بن منبه .