Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 51-54)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { ونفخ في الصور } وهذه هي النفخة الثانية للنشأة وقيل إن بينهما أربعين سنة . روى المبارك بن فضالة عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بين النفختين أربعون : الأولى يميت الله سبحانه بها كل حي ، والآخرة يحيي الله بها كل ميت " والنفخة الثانية من الآخرة . وفي الأولى قولان : أحدهما : أنها من الدنيا ، قاله عكرمة . الثاني : أنها من الآخرة ، قاله الحسن . { فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون } والأجداث القبور ، وأحدها جدث . وفي قوله تعالى { ينسلون } ثلاثة تأويلات : أحدها : يخرجون ، قاله ابن عباس وقتادة ، قال الشاعر : @ … فسلي ثيابي من ثيابك تنسلي @@ الثاني : يسرعون ، كقول الشاعر : @ عسلان الذئب أمسى قاربا بَرَدَ الليلُ عليه فنسل @@ الثالث : يتخلصون من السلو ، قاله ابن بحر . قوله عز وجل : { قالوا يا ويلنا من بعثنا مِن مَرقدنا } قال قتادة : هي النومة بين النفختين لا يفتر عنهم عذاب القبر إلا فيها . وفي تأويل هذا القول قولان : أحدهما : أنه قول المؤمنين ثم يجيبون أنفسهم فيقولون : { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون } حكاه ابن عيسى . الثاني : أنه قول الكفار لإنكارهم البعث فيقال لهم : { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون } . وفي قائل ذلك لهم قولان : أحدهما : أنه قول المؤمنين لهم عند قيامهم من الأجداث معهم ، قاله قتادة . الثاني : أنه قول الملائكة لهم ، قاله الحسن . وفي { هذا } وجهان : أحدهما : أنه إشارة إلى المرقد تماماً لقوله تعالى { من بعثنا من مرقدنا هذا } وعليه يجب أن يكون الوقف . الثاني : أنه ابتداء { هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون } فيكون إشارة إلى الوعد ويكون الوقف قبله والابتداء منه .