Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 1-5)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { والصافات صفّاً } فيها ثلاثة أوجه : أحدها : أنهم الملائكة ، قاله ابن مسعود وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد وقتادة . الثاني : أنهم عبّاد السماء ، قاله الضحاك ورواه عن ابن عباس . الثالث : أنهم جماعة المؤمنين إذا قاموا في صفوفهم للصلاة ، حكاه النقاش لقوله تعالى { صفّاً كأنهم بنيان مرصوص } [ الصف : 4 ] . ويحتمل رابعاً : أنها صفوف المجاهدين في قتال المشركين . واختلف من قال الصافات الملائكة في تسميتها بذلك على ثلاثة أقاويل : أحدها : لأنها صفوف في السماء ، قاله مسروق وقتادة . الثاني : لأنها تصف أجنحتها في الهواء واقفة فيه حتى يأمرها الله تبارك وتعالى بما يريد ، حكاه ابن عيسى . الثالث : لصفوفهم عند ربهم في صلاتهم ، قاله الحسن . قوله عز وجل : { فالزاجرات زجراً } فيه ثلاثة أقاول : أحدها : الملائكة ، قاله ابن مسعود ومسروق وقتادة وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد . الثاني : آيات القرآن ، قاله الربيع . الثالث : الأمر والنهي الذي نهى الله تعالى به عباده عن المعاصي ، حكاه النقاش . ويحتمل رابعاً : أنها قتل المشركين وسبيهم . واختلف من قال إن الزاجرات الملائكة في تسميتها بذلك على قولين : أحدهما : لأنها تزجر السحاب ، قاله السدي . الثاني : لأنها تزجر عن المعاصي قاله ابن عيسى . قوله عز وجل : { فالتاليات ذكراً } أي فالقارئات كتاباً ، وفيه ثلاثة أقاويل : أحدها : الملائكة تقرأ كتب الله تعالى ، قاله ابن مسعود والحسن وسعيد بن جبير والسدي . الثاني : ما يتلى في القرآن من أخبار الأمم السالفة ، قاله قتادة . الثالث : الأنبياء يتلون الذكر على قومهم ، قاله ابن عيسى . قوله عز وجل : { إنَّ إلهكم لواحد } كل هذا قَسَم أن الإِله واحد ، وقيل إن القسم بالله تعالى على تقدير ورب الصافات ولكن أضمره تعظيماً لذكره . ثم وصف الإله الواحد فقال : { رب السموات والأرض وما بينهما } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : خالق السموات والأرض وما بينهما ، قاله ابن إسحاق . الثاني : مالك السموات والأرض وما بينهما . الثالث : مدبر السموات والأرض وما بينهما . { ورب المشارق } فيه وجهان : الأول : قال قتادة : ثلاثمائة وستون مشرقاً ، والمغارب مثل ذلك ، تطلع الشمس كل يوم من مشرق ، وتغرب في مغرب ، قاله السدي . الثاني : أنها مائة وثمانون مشرقاً تطلع كل يوم في مطلع حتى تنتهي إلى آخرها ثم تعود في تلك المطالع حتى تعود إلى أولها ، حكاه يحيى بن سلام ، ولا يذكر المغارب لأن المشارق تدل عليها ، وخص المشارق بالذكر لأن الشروق قبل الغروب .