Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 6-10)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { إنا زينا السماء الدنيا بزينةٍ الكواكب } يحتمل تخصيص سماء الدنيا بالذكر وجهين : أحدهما : لاختصاصها بالدنيا . الثاني : لاختصاصها بالمشاهدة ، وقوله بزينة الكواكب لأن من الكواكب ما خلق للزينة ، ومنها ما خلق لغير الزينة . حكى عقبة بن زياد عن قتادة قال : خلقت النجوم لثلاث : رجوماً للشياطين ونوراً يهتدى به ، وزينة لسماء الدنيا . { وحفظاً مِن كُلِّ شيطان مارِدٍ } فيه وجهان : أحدهما : يعني من الكواكب حفظاً من كل شيطان ، قاله السدي . الثاني : أن الله سبحانه حفظ السماء من كل شيطان مارد ، قاله قتادة . وفي المارد ثلاثة أوجه : أحدها : الممتنع ، قاله ابن بحر . الثاني : العاتي مأخوذ من التمرد وهو العتو . الثالث : أنه المتجرد من الخير ، من قولهم شجرة مرداء ، إذا تجردت من الورق . قوله عز وجل : { لا يسمعون إلى الملإِ الأعلى } فيه قولان : أحدهما : أنهم منعوا بها أن يسمعوا أو يتسمعوا ، قاله قتادة . الثاني : أنهم يتسمعون ولا يسمعون ، قاله ابن عباس . وفي الملإ الأعلى قولان : أحدهما : السماء الدنيا ، قاله قتادة . الثاني : الملائكة ، قاله السدي . { ويُقذفون من كل جانب } قال مجاهد : يرمون من كل مكان من جوانبهم ، وقيل من جوانب السماء . { دُحوراً } فيه تأويلان : أحدهما : قذفاً في النار ، قاله قتادة . الثاني : طرداً بالشهب ، وهو معنى قول مجاهد . قال ابن عيسى : والدحور : الدفع بعنف . { ولهم عذابٌ واصبٌ } فيه وجهان : أحدهما : دائم . الثاني : أنه الذي يصل وجعه إلى القلوب ، مأخوذ من الوصب . قوله عز وجل : { إلا من خَطِفَ الخطفَة } فيه تأويلان : أحدهما : إلا من استرق السمع ، قاله سعيد بن جبير ، مأخوذ من الاختطاف وهو الاستلاب بسرعة ، ومنه سمي الخطاف . الثاني : من وثب الوثبة ، قاله علي بن عيسى . { فأتبعه شهابٌ ثاقب } فيه وجهان : أحدهما : أنه الشعلة من النار . الثاني : أنه النجم . وفي الثاقب ستة أوجه : أحدها : أنه الذي يثقب ، قاله زيد الرقاشي . الثاني : أنه المضيء ، قاله الضحاك . الثالث : أنه الماضي ، حكاه ابن عيسى . الرابع : أنه العالي ، قاله الفراء . الخامس : أنه المحرق ، قاله السدي . السادس : أنه المستوقد ، من قولهم : اثقب زندك أي استوقد نارك ، قاله زيد بن أسلم والأخفش ، وأنشد قول الشاعر : @ بينما المرء شهابٌ ثاقب ضَرَبَ الدَّهر سناه فخمد @@ و { إلا } ها هنا بمعنى لكن عند سيبويه . وقيل : إن الشهاب يحرقهم ليندفعوا عن استراق السمع ولا يموتون منه .