Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 50-61)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون } يعني أهل الجنة كما يسأل أهل النار . { قال قائلٌ منهم } يعني من أهل الجنة . { إني كان لي قرين } يعني في الدنيا ، وفيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه الشيطان كان يغويه فلا يطيعه ، قاله مجاهد . الثاني : شريك له كان يدعوه إلى الكفر فلا يجيبه ، قاله ابن عباس . الثالث : أنهما اللذان في سورة الكهف { واضرب لهم مثلاً رجلين } إلى آخر قصتهما ، فقال المؤمن منهما في الجنة للكافر في النار . { يقول أئنك لمن المصدقين } يعني بالبعث . { أئذا مِتْنَا وكُنَّا تراباً وعظاماً أئنا لمدينون } فيه تأويلان : أحدهما : لمحاسبون ، قاله مجاهد وقتادة والسدي . الثاني : لمجازون ، قاله ابن عباس ومحمد بن كعب من قوله : كما تدين تدان . قوله عز وجل : { قال هل أنتم مطلعون } وهذا قول صاحب القرين للملائكة وقيل لأهل الجنة ، هل أنتم مطلعون يعني في النار . يحتمل ذلك وجهين : أحدهما : لاستخباره عن جواز الاطلاع . الثاني : لمعاينة القرين . { فاطّلَعَ } يعني في النار . { فرآه } يعني قرينه { في سواءِ الجحيم } قال ابن عباس في وسط الجحيم ، وإنما سمي الوسط سواءً لاستواء المسافة فيه إلى الجوانب قال قتادة : فوالله لولا أن الله عَرّفه إياه ما كان ليعرفه ، لقد تغير حبْرُهُ وسبرُه يعني حسنه وتخطيطه . قوله عز وجل : { قال تالله إن كِدْتَ لتُرْدين } هذا قول المؤمن في الجنة لقرينه في النار ، وفيه وجهان : أحدهما : لتهلكني لو أطعتك ، قاله السدي . الثاني : لتباعدني من الله تعالى ، قاله يحيى . { ولولا نعمة ربي } يعني بالإيمان { لكنت من المحْضَرين } يعني في النار ، لأن أحضر لا يستعمل مطلقاً إلا في الشر .