Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 27-31)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { قرآناً عربياً غير ذي عوج } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : غير ذي لبس ، قاله مجاهد . الثاني : غير مختلف ، قاله الضحاك . الثالث : غير ذي شك ، قاله السدي . قوله عز وجل : { ضرب الله مثلاً رجلاً } يعني الكافر . { فيه شركاء } أي يعبد أوثاناً شتى . { متشاكسون } فيه أربعة أوجه : أحدها : متنازعون ، قاله قتادة . الثاني : مختلفون ، قاله ابن زياد . الثالث : متعاسرون . الرابع : متظالمون مأخوذ من قولهم : شكسني مالي أي ظلمني . { ورَجُلاً سَلَماً لرجُلٍ } يعني المؤمن سلماً لرجل أي مخلصاً لرجل ، يعني أنه بإيمانه يعبد إلهاً واحداً . { هل يستويان مثلاً } أي هل يستوي حال العابد لله وحده وحال من يعبد آلهة غيره ؟ فضرب لهما مثلاً بالعبدين اللذين يكون أحدهما لشركاء متشاكسين ، لا يقدر أن يوفي كل واحد منهم حق خدمته ، ويكون الآخر لسيد واحد يقدر أن يوفيه حق خدمته . { الحمد لله } يحتمل وجهين : أحدهما : على احتجاجه بالمثل الذي خَصم به المشركين . الثاني : على هدايته التي أعان بها المؤمنين . { بل أكثرهم لا يعلمون } يحتمل وجهين : أحدهما : لا يعلمون المثل المضروب . الثاني : لا يعلمون بأن الله هو الإله المعبود . قوله عز وجل : { إنك ميت وإنهم ميتون } هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أخبر بموته وموتهم ، فاحتمل خسمة أوجه : أحدها : أن يذكر ذلك تحذيراً من الآخرة . الثاني : أن يذكره حثاً على العمل . الثالث : أن يذكره توطئة للموت . الرابع : لئلا يختلفوا في موته كما اختلفت الأمم في غيره حتى إن عمر لما أنكر موته احتج أبو بكر بهذه الآية فأمسك . الخامس : ليعلمه أن الله تعالى قد سوى فيه بين خلقه مع تفاضلهم في غيره لتكثر فيه السلوى وتقل الحسرة . ومعنى إنك ميت أي ستموت ، يقال ميت بالتشديد للذي سيموت ، وميت بالتخفيف لمن قد مات . قوله عز وجل : { ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون } فيه أربعة أوجه : أحدها : في الدماء ، قاله عكرمة . الثاني : في المداينة ، قاله الربيع بن أنس . الثالث : في الإيمان والكفر ، قاله ابن زيد ، فمخاصمة المؤمنين تقريع ، ومخاصمة الكافرين ندم . الرابع : ما قاله ابن عباس يخاصم الصادق الكاذب ، والمظلوم الظالم ، والمهتدي الضال ، والضعيف المستكبر . قال إبراهيم النخعي : لما نزلت هذه الآية جعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقولون ما خصومتنا بيننا . ويحتمل خامساً : أن تخاصمهم هو تحاكمهم إلى الله تعالى فيما تغالبوا عليه في الدنيا من حقوقهم خاصة دون حقوق الله ليستوفيها من حسنات من وجبت عليه في حسنات من وجبت له .