Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 77-79)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيَل لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَءَاتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً } فيمن نزلت هذه الآية فيه أربعة أقاويل : أحدها : أنها نزلت في ناس من الصحابة استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلم بمكة في قتال المشركين فلم يأذن لهم ، فلما كُتِبَ عليهم القتال وهم بالمدينة قال فريق منهم ما ذكره الله عنهم ، وهذا قول ابن عباس ، وعكرمة ، وقتادة ، والسدي . والثاني : أنها نزلت في المنافقين ، وهو قول بعض البصريين . والثالث : أنها نزلت في اليهود . والرابع : أنها من صفة المؤمن لما طُبعَ عليه البشر من المخافة ، وهذا قول الحسن . { أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ } في البروج ها هنا ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها القصور ، وهو قول مجاهد ، وابن جريج . والثاني : أنها قصور في السماء بأعيانها تسمى بهذا الاسم ، وهو قول السدي ، والربيع . والثالث : أنها البيوت التي في الحصون وهو قول بعض البصريين . وأصل البروج الظهور ، ومنه تبرج المرأة إذا أظهرت نفسها . وفي المُشّيَّدَةِ ثلاثة أقاويل : أحدها : المجصصة ، والشيد الجص ، وهذا قول بعض البصريين . والثاني : أن المُشّيَّدَ المطول في الارتفاع ، يقال شاد الرجل بناءه وأشاده إذا رفعه ، ومنه أَشدت بذِكِرْ الرجل إذا رَفَعْتَ منه ، وهذا قول الزجاج . والثالث : أن المُشّيَّد ، بالتشديد : المُطَّول ، وبالتخفيف : المجصَّص . قوله تعالى : { وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ } في القائلين ذلك قولان : أحدهما : أنهم المنافقون ، وهو قول الحسن . والثاني : اليهود ، وهو قول الزجاج . وفي الحسنة والسيئة ها هنا ثلاثة تأويلات : أحدها : البؤس والرخاء . والثاني : الخصب والجدب ، وهو قول ابن عباس ، وقتادة . والثالث : النصر والهزيمة ، وهو قول الحسن ، وابن زيد . وفي قوله : { مِنْ عِندِكَ } تأويلان : أحدهما : أي بسوء تدبيرك ، وهو قول ابن زيد . والثاني : يعنون بالشؤم الذي لحقنا منك على جهة التطُّير به ، وهذا قول الزجاج ، ومثله قوله تعالى : { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ } [ الأعراف : 131 ] . قوله تعالى : { مَا أَصَابَكَ مِن حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَآ أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِك } اختلف في المراد بهذا الخطاب على ثلاثة أقاويل . أحدها : أن الخطاب متوجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو المراد به . والثاني : أنه متوجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم والمراد به غيره ، وهو قول الزجاج . والثالث : أنه متوجه إلى الإنسان ، وتقديره : ما أصابك أيها الإنسان من حسنة فمن الله ، وهذا قول قتادة . وفي الحسنة والسيئة ها هنا ثلاثة أقاويل : أحدها : أن الحسنة النعمة في الدين والدنيا ، والسيئة المصيبة في الدين والدنيا ، وهذا قول بعض البصريين . والثاني : أن الحسنة ما أصابه يوم بدر ، والسيئة ما أصابه يوم أحد من شج رأسه وكسر رباعيته ، وهو قول ابن عباس ، والحسن . والثالث : أن الحسنة الطاعة ، والسيئة المعصية ، وهذا قول أبي العالية . قوله تعالى : { فَمِن نَّفْسِكَ } قولان : أحدهما : يعني فبذنبك . والثاني : فبفعلك .