Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 84-87)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِنْهَا } في الشفاعة الحسنة والشفاعة السيئة قولان : أحدهما : أنه مسألة الإنسان في صاحبه أن يناله خير بمسألته أو شر بمسألته ، وهذا قول الحسن ، ومجاهد ، وابن زيد . والثاني : أن الشفاعة الحسنة الدعاء للمؤمنين ، والشفاعة السيئة الدعاء عليهم ، لأن اليهود كانت تفعل ذلك فتوعَّدَهُم الله عليه . وفي الكِفْلِ تأويلان : أحدها : أنه الوِزر والإثم ، وهو قول الحسن ، وقتادة . والثاني : أنه النصيب ، كما قال تعالى : { يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ } [ الحديد : 28 ] وهو قول السدي ، والربيع ، وابن زيد . { وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً } فيه خمسة تأويلات : أحدها : يعني مقتدراً ، وهو قول السدي ، وابن زيد . والثاني : حفيظاً ، وهو قول ابن عباس ، والزجاج . والثالث : شهيداً ، وهو قول مجاهد . والرابع : حسيباً ، وهو قول ابن الحجاج ، ويحكى عن مجاهد أيضاً . والخامس : مجازياً ، وأصل المقيت القوت ، فَسُمِّي به المقتدر لأنه قادر على إعطاء القوت ، ثم صار اسماً في كل مقتدر على كل شيءٍ من قوت غيره ، كما قال الزبير ابن عبد المطلب : @ وذي ضَغَنٍ كَففْتُ النَّفْسَ عنه وكنتُ على مَسَاءَتِهِ مُقِيتاً @@ قوله تعالى : { وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَآ أَوْ رُدُّوهَا } في المراد بالتحية ها هنا قولان : أحدهما : أنه الدعاء بطول الحياة . والثاني : السلام تطوع مستحب ، ورده فرض ، وفيه قولان : أحدهما : أن فرض رّدِّهِ عَامٌّ في المسلم والكافر ، وهذا قول ابن عباس ، وقتادة ، وابن زيد . والثاني : أنه خاص في المسلمين دون الكافر ، وهذا قول عطاء . وقوله تعالى : { بِأَحْسَنَ مِنْهَآ } يعني الزيادة في الدعاء . { أَوْ رُدُّوهَا } يعني بمثلها ، وروى الحسن أن رجلاً سلَّم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وَعَلَيْكُمُ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ " ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " وَعَلَيْكُمُ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وًبَرَكاَتُهُ " ثم جاء آخر فقال : " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " وَعَلَيْكُم " فقيل : يا رسول الله رددت على الأول والثاني وقلت للثالث وعليكم ، فقال : " إِنَّ الأَوَّلَ سَلّمَ وَأَبْقَى مِنَ التَّحِيَّةِ شَيئاً ، فَرَدَدْتُ عَلَيهِ بِأَحْسَنَ مِمَّا جَاءَ بِهِ ، كَذَلِكَ الثَّانِي ، وإنَّ الثَّالِثَ جَاءَ بِالتَّحِيَّةِ كُلِّهَا ، فَرَدَدْتُ عَلَيهِ مِثْلَ ذَلِكَ " . وقد قال ابن عباس : ترد بأحسن منها على أهل الإِسلام ، أو مثلها على أهل الكفر ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا تَبْدَأُواْ اليَهُودُ بِالسَّلاَمِ فَإِنْ بَدَأُوكُم فَقُولُواْ : عَلَيكُم " . { إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : يعني حفيظاً ، وهو قول مجاهد . والثاني : محاسباً على العمل للجزاء عليه ، وهو قول بعض المتكلمين . والثالث : كافياً ، وهو قول البلخي . قوله تعالى : { الله لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ } وفي تسمية القيامة قولان : أحدهما : لأن الناس يقومون فيه من قبورهم . والثاني : لأنهم يقومون فيه للحساب .