Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 88-91)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فَمَا لَكُم فِي المُنَافِقِينَ فِئَتَينِ } اختلف فيمن نزلت هذه الآية بسببه على خمسة أقاويل : أحدها : أنها نزلت في الذين تخلَّفُواْ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، وقالواْ : لو نعلم قتالاً لاتبعناكم ، وهذا قول زيد بن ثابت . والثاني : أنها نزلت في قوم قَدِمُواْ المدينة فأظهروا الإسلام ، ثم رجعواْ إلى مكة فأظهروا الشرك ، وهذا قول الحسن ، ومجاهد . والثالث : أنها نزلت في قوم أظهرواْ الإِسلام بمكة وكانواْ يعينون المشركين على المسلمين ، وهذا قول ابن عباس ، وقتادة . والرابع : أنها نزلت في قوم من أهل المدينة أرادوا الخروج عنها نفاقاً ، وهذا قول السدي . والخامس : أنها نزلت في قوم من أهل الإفك ، وهذا قول ابن زيد . وفي قوله تعالى : { وَاللهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُوا } خمسة تأويلات : أحدها : معناه ردهم ، وهذا قول ابن عباس . والثاني : أوقعهم ، وهذا مروي عن ابن عباس أيضاً . والثالث : أهلكهم ، وهذا قول قتادة . والرابع : أَضَلَّهم ، وهذا قول السدي . والخامس : نكسهم ، وهذا قول الزجاج . { أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللهُ } فيه قولان : أحدهما : أن تُسَمُّوهم بالهُدى وقد سمّاهم الله بالضلال عقوبة لهم . والثاني : تهدوهم إلى الثواب بمدحهم والله قد أَضَلَّهم بذمهم . { … إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ } أي يدخلون في قوم بينكم وبينهم أمان فلهم منه مثل ما لكم . قال عكرمة : نزلت في الهلال بن عويمر الأسلمي ، وسراقة بن مالك بن جُعْثَم ، وخزيمة بن عامر بن عبد مناف . قال الحسن : هؤلاء بنو مُدْلِج كان بينهم وبين قريش عهد ، وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم [ وقريش ] عهد ، فحرم الله من بني مُدْلِجِ ما حرّم من قريش . { أَوْ جَآؤُكُمْ حَصِرتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُواْ قَوْمَهُمْ } معنى حصرت أي ضاقت ، ومنه حُصِرَ العدو وهو الضيق ، ومنه حصر العداة لأنهم قد ضاقت عليهم مذاهبهم . ثم فيه قولان : أحدهما : أنه إخبارٌ من الله عنهم بأن صدورهم حَصِرتْ . والثاني : أنه دعاء من الله عليهم بأن تُحصَرَ صدورهم ، وهذا قول أبي العباس . { وَلَوْ شَآءَ اللهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ } وفي تسليطهم قولان : أحدهما : بتقوية قلوبهم . والثاني : بالإذن في القتال ليدافعواْ عن أنفسهم . { فَإِن اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ } فيه قولان : أحدهما : الصلح ، وهو قول الربيع . والثاني : الإِسلام ، وهو قول الحسن . { فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً } قال الحسن ، وقتادة ، وعكرمة : هي منسوخة بقوله تعالى : { فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيثُ وَجَدْتُمُوهُمْ } [ التوبة : 5 ] . قوله تعالى : { سَتَجِدُونَ ءَاخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ } هم قوم يُظْهِرُونَ لقومهم الموافقة ليأمنوهم ، وللمسلمين الإسلام ليأمنوهم ، وفيهم أربعة أقاويل : أحدها : أنهم أهل مكة ، وهذا قول مجاهد . والثاني : أنهم من أهل تهامة ، وهذا قول قتادة . والثالث : قوم من المنافقين ، وهذا قول الحسن . والرابع : أنه نعيم بن مسعود الأشجعي ، وهذا قول السدي . { كُلَّ مَا ردُوُّاْ إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُواْ فِيهَا } أي كلما رُدُّوا إلى المحنة في إظهار الكفر رجعواْ فيه .