Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 10-14)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { إن الذين كفروا ينادَوْنَ } فيه وجهان : أحدهما : أنهم ينادون يوم القيامة ، قاله قتادة . الثاني : ينادون في النار ، قاله السدي . { لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعوْن إلى الإيمان فتكفرون } فيه وجهان : أحدهما : لمقت الله بكم في الدنيا إذا دعيتم إلى الإيمان فكفرتم أكبر من مقتكم لأنفسكم في الآخرة حين عاينتم العذاب وعلمتم أنكم من أهل النار ، قاله الحسن وقتادة . الثاني : معناه : إن مقت الله لكم إذ عصيتموه أكبر من مقت بعضكم لبعض حين علمتم أنهم أضلوكم ، حكاه ابن عيسى . فإن قيل : كيف يصح على الوجه الأول أن يمقتوا أنفسهم ؟ ففيه وجهان : أحدهما : أنهم أحلوها بالذنوب محل الممقوت . الثاني : أنهم لما صاروا إلى حال زال عنهم الهوى وعلموا أن نفوسهم هي التي أوبقتهم في المعاصي مقتوها . وفي اللام التي في { لمقت الله } وجهان : أحدهما : أنها لام الابتداء كقولهم لزيد أفضل من عمرو ، قاله البصريون . الثاني : أنها لام اليمين تدخل على الحكاية وما ضارعها ، قاله ثعلب . قوله عز وجل : { قالوا ربّنا أمتّنا اثنتين وأحييتنا اثنتين } فيه ثلاثة تأويلات : أحدها : أنه خلقهم أمواتاً في أصلاب آبائهم ، ثم أحياهم بإخراجهم ثم أماتهم عند انقضاء آجالهم ، ثم أحياهم للبعث ، فهما ميتتان إحداهما في أصلاب الرجال ، الثانية في الدنيا ، وحياتان : إحداهما في الدنيا والثانية في الآخرة ، قاله ابن مسعود وقتادة . الثاني : أن الله أحياهم حين أخذ عليهم الميثاق في ظهر آدم قوله { وإذ أخذ رَبُكَ مِن ابني آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذرِيتَهُمْ } [ الأعراف : 171 ] الآية . ثم إن اللَّه أماتهم بعد أخذ الميثاق عليهم ، ثم أحياهم حين أخرجهم ، ثم أماتهم عند انقضاء آجالهم ، ثم أحياهم للبعث فتكون حياتان وموتتان في الدنيا وحياة في الآخرة ، قاله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم . الثالث : أن الله أحياهم حين خلقهم في الدنيا ، ثم أماتهم فيها عند انقضاء أجالهم ، ثم أحياهم في قبورهم للمساءلة ، ثم أماتهم إلى وقت البعث . ثم أحياهم للعبث ، قاله السدي . { فاعترفنا بذنوبنا } أنكروا البعث في الدنيا وأن يحيوا بعد الموت ، ثم اعترفوا في الآخرة بحياتين بعد موتتين . { فهل إلى خروج مِن سبيل } فيه وجهان : أحدهما : فهل طريق نرجع فيها إلى الدنيا فنقر بالبعث ، وهو معنى قول قتادة . الثاني : فهل عمل نخرج به من النار ، ونتخلص به من العذاب ؟ قاله الحسن . وفي الكلام مضمر تقديره : لا سبيل إلى الخروج . قوله عز وجل : { ذلكم بأنه إذا دُعي الله وحده كفرتم } أي كفرتم بتوحيد الله . { وإن يُشرك به تؤمنوا } فيه وجهان : أحدهما : معناه تصدقوا من أشرك به ، قاله النقاش . الثاني : تؤمنوا بالأوثان ، قاله يحيى بن سلام . { فالحكم لله } يعني في مجازاة الكفار وعقاب العصاة . { العلي الكبير } إنما جاز وصفه بأنه علي ولم تجز صفته بأنه رفيع لأنها صفة قد تنقل من علو المكان إلى علو الشأن والرفيع لا يستعمل إلا في ارتفاع المكان .