Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 41-50)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { لا جَرَمَ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : معناه : لا بد ، قاله المفضل . الثاني : معناه : لقد حق واستحق ، قاله المبرد . الثالث : أنه لا يكون إلا جواباً كقول القائل : فعلوا كذا ، فيقول المجيب : لا جرم انهم سيندمون ، قاله الخليل . { أن ما تدعونني إليه } أي من عبادة ما تعبدون من دون الله . { ليس له دعوةٌ في الدنيا ولا في الآخرة } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : لا يستجيب لأحد في الدنيا ولا في الآخرة ، قاله السدي . الثاني : لا ينفع ولا يضر في الدنيا ولا في الآخرة ، قاله قتادة . الثالث : ليس له شفاعة في الدنيا ولا في الآخرة ، قاله الكلبي . { وأن مردنا إلى الله } أي مرجعنا بعد الموت إلى الله ليجازينا على أفعالنا . { وأن المسرفين هم أصحاب النار } فيهم قولان : أحدهما : يعني المشركين ، قاله قتادة . الثاني : يعني السفاكين للدماء بغير حق ، قاله الشعبي ، وقال مجاهد : سمى الله القتل سرفاً . قوله عز وجل : { فستذكرون ما أقول لكم } فيه قولان : أحدهما : يعني في الآخرة ، قاله ابن زيد . الثاني : عند نزول العذاب بهم ، قاله النقاش . { وأفوّض أمري إلى الله } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : معناه : وأسلم أمري إلى الله ، قاله ابن عيسى . الثاني : أشهد عليكم الله ، قاله ابن بحر . الثالث : أتوكل على الله ، قاله يحيى بن سلام . { إن الله بصير بالعباد } فيه وجهان : أحدهما : بأعمال العباد . الثاني : بمصير العباد . وفي قائل هذا قولان : أحدهما : أنه من قول موسى . الثاني : من قول مؤمن آل فرعون ، فعلى هذا يصير بهذا القول مظهراً لإيمانه . قوله عز وجل : { فوقاه الله سيئات ما مكروا } فيه قولان : أحدهما : أن موسى وقاه الله سيئات ما مكروا ، فعلى هذا فيه قولان : أحدهما : أن مؤمن آل فرعون نجاه الله مع موسى حتى عبر البحر واغرق الله فرعون ، قاله قتادة ، وقيل إن آل فرعون هو فرعون وحده ومنه قول أراكة الثقفي : @ لا تبك ميتاً بعد موت أحبةٍ عليّ وعباس وآل أبي بكر @@ يريد أبا بكر . الثاني : أن مؤمن آل فرعون خرج من عنده هارباً إلى جبل يصلي فيه ، فأرسل في طلبه ، فجاء الرسل وهو في صلاته وقد ذبت عنه السباع والوحوش أن يصلوا إليه ، فعادوا إلى فرعون فأخبروه فقتلهم فهو معنى قوله { فوقاه الله سيئات ما مكروا } . { وحاق بآل فرعون سوء العذاب } فيه وجهان : أحدهما : أنهم قومه ، وسوء العذاب هو الغرق ، قاله الضحاك . الثاني : رسله الذين قتلهم ، وسوء العذاب هو القتل . قوله عز وجل : { النار يعرضون عليها غُدُوّاً وعشيّاً } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه يعرض عليهم مقاعدهم من النار غدوة وعشية ، فيقال : لآلِ فرعون هذه منازلكم ، توبيخاً ، قاله قتادة . الثاني : أن أرواحهم في أجواف طير سود تغدو على جهنم وتروح فذلك عرضها ، قاله ابن مسعود . الثالث : أنهم يعذبون بالنار في قبرهم غدواً وعشياً ، وهذا لآل فرعون خصوصاً . قال مجاهد : ما كانت الدنيا . { ويوم تقولم الساعةُ } وقيامها وجود صفتها على استقامة ، ومنه قيام السوق وهو حضور أهلها على استقامة في وقت العادة . { أدخلوا آل فرعون أشد العذاب } لأن عذاب جهنم مُخْتَلِف . وجعل الفراء في الكلام تقديماً وتأخيراً وتقديره : ادخلوا آل فرعون أشد العذاب النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ، وهو خلاف ما ذهب إليه غيره من انتظام الكلام على سياقه .