Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 4-6)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا } فيه وجهان : أحدهما : ما يماري فيها ، قاله السدي . الثاني : ما يجحد بها ، قاله يحيى بن سلام . وفي الفرق بين المجادلة والمناظرة وجهان : أحدهما : ان المجادلة لا تكون إلا بين مبطلين أو مبطل ومحق ، والمناظرة بين محقين . الثاني : أن المجادلة فتل الشخص عن مذهبه محقاً أو مبطلاً ، والمناظرة التوصل إلى الحق في أي من الجهتين كان . وقيل إنه أراد بذلك الحارث بن قيس السهمي وكان أحد المستهزئين . { فلا يغررك تقلبهم في البلاد } قال قتادة : إقبالهم وإدبارهم وتقلبهم في أسفارهم ، وفيه وجهان : أحدهما : لا يغررك تقلبهم في الدنيا بغير عذاب ، قاله يحيى . الثاني : لا يغررك تقلبهم في السعة والنعمة قاله مقاتل وقيل إن المسلمين قالوا نحن في جهد والكفار في السعة ، فنزل { فلا يغررك تقلبهم في البلاد } حكاه النقاش وفيه حذف تقديره : فلا يغررك تقلبهم في البلاد سالمين فسيؤخذون . قولة عز وجل : { وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه } فيه وجهان : أحدهما : ليحبسوه ويعذبوه ، حكاه ابن قتيبة . الثاني : ليقتلوه ، قاله قتادة والسدي . والعرب تقول : الأسير الأخيذ لأنه مأسور للقتل ، وأنشد قطرب قول الشاعر : @ فإما تأخذوني تقتلوني ومن يأخذ فليس إلى خلود @@ وفي وقت أخذهم لرسولهم قولان : أحدهما : عند دعائه لهم . الثاني : عند نزول العذاب بهم . { وجادلوا بالباطل ليُدْحضوا به الحقَّ } قال يحيى بن سلام : جادلوا الأنبياء بالشرك ليبطلوا به الإيمان . { فأخذتهم } قال السدي : فعذبتهم . { فكيف كان عقاب } في هذا السؤال وجهان : أحدهما : أنه سؤال عن صدق العقاب ، قال مقاتل وجدوه حقاً . الثاني : عن صفته ، قال قتادة : شديد والله . قوله عز وجل : { وكذلك حقت كلمة ربِّك على الذين كفروا } أي كما حقت على أولئك حقت على هؤلاء . وفي تأويلها وجهان : أحدهما : وكذلك وجب عذاب ربك . الثاني : وكذلك صدق وعد ربك . { أنهم أصحاب النار } جعلهم أصحابها لأنهم يلزمونها وتلزمهم .