Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 9-12)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين } قال ابن عباس خلقها في يومي الأحد والاثنين ، وخلقها في يومين أدل على القدرة والحكمة من خلقها دفعة واحدة في طرفة عين ، لأنه أبعد من أن يظن به الاتفاق والطبع ، وليرشد خلقه إلى الأناة في أمورهم . { وتجعلون له أنداداً } فيه أربعة أوجه : أحدها : أشباهاً ، قاله ابن عباس . الثاني : شركاء ، قاله أبو العالية . الثالث : كفواً من الرجال تطيعونهم في معاصي الله تعالى قاله السدي . الرابع : هو قول الرجل لولا كلبة فلان لأتي اللصوص ، ولولا فلان لكان كذا ، رواه عكرمة عن ابن عباس . قوله عز وجل : { وجعل فيها رواسي من فوقها } اي جبالاً ، وفي تسميتها رواسي وجهان : أحدهما : لعلوّ رءوسها . الثاني : لأن الأرض بها راسية أو لأنها على الأرض ثابتة راسية . { وبارك فيها } فيه وجهان : أحدهما : أي أنبت شجرها من غير غرس وأخرج زرعها من غيره بذر ، قال السدي . الثاني : أودعها منافع أهلها وهو معنى قول ابن جريج . { وقَدَّر فيه أقواتها } فيه أربعة تأويلات : أحدها : قدر أرزاق أهلها ، قاله الحسن . الثاني : قدر فيها مصالحها من جبهالها وبحارها وأنهارها وشجرها ودوابها قاله قتادة . الثالث : قدر فيها أقواتها من المطر ، قاله مجاهد . الرابع : قدر في كل بلدة منها ما لم يجعله في الأخرى ليعيش بعضهم من بعض بالتجارة من بلد إلى بلد ، قاله عكرمة . { في أربعة أيام } يعني تتمة أربعة أيام ، ومنه قول القائل : خرجت من البصرة إلى بغداد في عشرة أيام ، وإلى الكوفة في خمسة عشر يوماً ، أي في تتمة خمسة عشريوماً . وقد جاء في الحديث المرفوع أن الله عز وجل خلق الأرض يوم الأحد والاثنين وخلق الجبال يوم الثلاثاء ، وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والخراب والعمران ، فتلك أربعة أيام ، وخلق يوم الخميس السماء ، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة وآدم . وفي خلقها شيئاً بعد شيء قولان : أحدهما : لتعتبر به الملائكة الذين أحضروا . والثاني : ليعتبر به العباد الذين أخبروا . { سواء للسائلين } فيه تأويلان : أحدهما : سواء للسائلين عن مبلغ الأجل في خلق الله الأرض ، قاله قتادة . الثاني : سواء للسائلين في أقواتهم وأرزقاهم . قوله عز وجل : { ثم استوى إلى السماء وهي دخان } فيه وجهان : أحدهما : عمد إلى السماء ، قاله ابن عيسى . الثاني : استوى أمره إلى السماء ، قاله الحسن . { فقال لها واللأرض ائتيا طوْعاً أو كرهاً } فيه قولان : أحدهما : أنه قال ذلك قبل خلقها ، ويكون معنى ائتيا اي كونا فكانتا كما قال تعالى { إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كُن فيكون } قاله ابن بحر . الثاني : قول الجمهور أنه قال ذلك لهما بعد خلقهما . فعلى هذا يكون في معناها أربع تأويلات : أحدها : معناه أعطيا الطاعة في السير المقدر لكما طوعاً أو كرهاً أي اختياراً أو إجباراً قاله سعيد بن جبير . الثاني : ائتيا عبادتي ومعرفتي طوعاً أو كرهاً باختيار أو غير اختيار . الثالث : ائتيا بما فيكما طوعاً أو كرهاً ، حكاه النقاش . الرابع : كونا كما أمرت من شدة ولين ، وحزن وسهل ومنيع وممكن ، قاله ابن بحر . وفي قوله { لَهَا } وجهان : أحدهما : أنه قول تكلم به . الثاني : أنها قدرة منه ظهرت لهما فقام مقام الكلام في بلوغ المراد { قالتا أتينا طائعين } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : معناه أعطينا الطاعة ، رواه طاووس . الثاني : أتينا بما فينا . قال ابن عباس : أتت السماء بما فيها من الشمس والقمر والنجوم ، وأتت الأرض بما فيها من الأشجار والأنهار والثمار . الثالث : معناه كما أراد الله أن نكون ، قاله ابن بحر . وفي قولهما وجهان : أحدهما : أنه ظهور الطاعة منهما قائم مقام قولهما . الثاني : أنهما تكلمتا بذلك . قال أبو النصر السكسكي : فنطق من الأرض موضع الكعبة ونطق من السماء ما بحيالها فوضع الله فيها حرمه . قوله عز وجل : { فقضاهن سبع سماوات في يومين } أي خلقهن سبع سماوات في يومين ، قيل يوم الخميس والجمعة ، قال السدي : سمي يوم الجمعة لأنه جمع فيه خلق السماوات وخلق الأرضين . وقالت طائفة خلق السماوات قبل الأرضين في يوم الأحد والاثنين ، وخلق الأرضين والجبال في يوم الثلاثاء والأربعاء ، وخلق ما سواهما من العالم يوم الخميس والجمعة ، وقالت طائفة ثالثة أنه خلق السماء دخاناً قبل الأرض ثم فتقها سبع سماوات بعد الأرضين والله أعلم بما فعل فقد اختلفت فيه الأقاويل وليس للاجتهاد فيه مدخل . { وأوحى في كلِّ سماءٍ أمرها } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : معناه أسكن في كل سماء ملائكتها ، قاله الكلبي . الثاني : خلق في كل سماء خلقها خلق فيها شمسها وقمرها ونجومها وصلاحها ، قاله قتادة . الثالث : أوحى إلى أهل كل سماء من الملائكة ما أمرهم به من العبادة ، حكاه ابن عيسى . { وزينا السماءَ الدنيا بمصابيح وحِفْظاً } أي جعلناها زينة وحفظاً .