Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 1-8)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { حم . وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ } الكتاب هو القرآن : وفي تسميته مبيناً ثلاثة أوجه : أحدها : لأنه بيِّن الحروف ، قاله أبو معاذ . الثاني : لأنه بين الهدى والرشد والبركة ، قاله قتادة . الثالث : لأن الله تعالى قد بين فيه أحكامه وحلاله وحرامه ، قاله مقاتل . وفي هذا موضع القسم ، وفيه وجهان : أحدهما : معناه ورب الكتاب . الثاني : أنه القسم بالكتاب ، ولله عز وجل أن يقسم بما شاء ، وإن لم يكن ذلك لغيره من خلقه . وجواب القسم { إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرءاناً عَرَبِيّاً } وفيه ثلاثة أوجه : أحدها : إنا أنزلناه عربياً ، قاله السدي . الثاني : إنا قلناه قرآناً عربياً ، قاله مجاهد . الثالث : إنا بيناه قرآناً عربياً ، قاله سفيان الثوري . ومعنى العربي أنه بلسان عربي ، وفيه قولان : أحدهما : أنه جعل عربياً لأن لسان أهل السماء عربي ، قاله مقاتل . الثاني : لأن كل نبي أنزل كتابه بلسان قومه ، قاله سفيان الثوري . { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } فيه وجهان : أحدهما : تفهمون ، فعلى هذا يكون هذا القول خاصاً بالعرب دون العجم ، قاله ابن عيسى . الثاني : يتفكرون قاله ابن زيد ، فعلى هذا يكون خطاباً عاماً للعرب والعجم . قوله عز وجل : { وَإِنَّهُ فِي أَمِّ الْكِتَابِ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : جملة الكتاب . الثاني : أصل الكتاب ، قاله ابن سيرين . الثالث : أنها الحكمةالتي نبه الله عليها جميع خلقه ، قاله ابن بحر . وفي { الْكِتَابِ } قولان : أحدهما أنه اللوح المحفوظ ؛ قاله مجاهد . الثاني : أنه ذكر عند الله فيه ما سيكون من أفعال العباد مقابل يوم القيامة بما ترفعه الحفظة من أعمالهم ، قاله ابن جريج . وفي المكنى عنه أنه في أمِّ الكتاب قولان : أحدهما : أنه القرآن ، قاله الكلبي . الثاني : أنه ما يكون من الخلق من طاعة ومعصية وإيمان أو كفر ، قاله ابن جريج . { لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } فيه وجهان : أحدهما : رفيع عن أن ينال فيبدل . حكيم أي محفوظ من نقص أو تغيير ، وهذا تأويل من قال أنه ما يكون من الطاعات والمعاصي . الثاني : أنه علي في نسخه ما تقدم من الكتب ، وحكيم أي محكم الحكم فلا ينسخ ، وهذا تأويل من قال أنه القرآن . قوله عز وجل : { أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً } فيه أربعة تأويلات : أحدها : أفحسبتم أن نصفح ولما تفعلون ما أمرتم به ؟ قاله ابن عباس . الثاني : معناه أنكم تكذبون بالقرآن ولا نعاقبكم فيه ، قاله مجاهد . الثالث : أي نهملكم فلا نعرفكم بما يجب عليكم ، حكاه النقاش . الرابع : أن نقطع تذكيركم بالقرآن : وإن كذبتم به : قاله قتادة . ويحتمل خامساً : أن نوعد ولا نؤاخذ ، ونقول فلا نفعل . { قَوْماً مُّسْرِفِينَ } فيه وجهان : أحدهما : مشركين ، قاله قتادة . الثاني : مسرفين في الرد . ومعن صفحاً أي إعراضاً ، يقال صفحت عن فلان أي أعرضت عنه . قال ابن قتيبة : والأصل فيه إنك توليه صفحة عنقك . قال كثير في صفة امرأة : @ صفحٌ فما تلقاك إلا بخيلة فمن قَلّ منها ذلك الوصل قلّت @@ أي تعرض عنه بوجهها . قوله عز وجل : { وَمَضَى مَثَلُ الأَوَّلِينَ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : سنة الأولين ، قاله مجاهد . الثاني : عقوبة الأولين ، قاله قتادة . الثالث : عِبرة الأولين ، قاله السدي . الرابع : خبر الأولين أنهم أهلكوا بالتكذيب ، حكاه النقاش .