Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 9-14)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ مَهْداً } أي فراشاً . { وجَعَلَ لَكُم فِيهَا سُبُلاً } أي طرقاً . ويحتمل ثانياً : أي معايش . { لَعَلَّكُم تَهْتَدُونَ } فيه وجهان : أحدهما : تهتدون في أسفاركم ، قاله ابن عيسى . الثاني : تعرفون نعمة الله عليكم ، قاله سعيد بن جبير . ويحتمل ثالثاً : تهتدون إلى معايشكم . قوله عز وجل : { وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : الأصناف كلها ، قاله سعيد بن جبير . الثاني : أزواج الحيوان من ذكر وأنثى ، قاله ابن عيسى . الثالث : أن الأزواج الشتاء والصيف ، والليل والنهار ، والسموات والأرض ، والشمس والقمر ، والجنة والنار ، قاله الحسن . ويحتمل رابعاً : أن الأزواج ما يتقلب فيه الناس من خيرٍ وشر ، وإيمان وكفر ، وغنى وفقر ، وصحة وسقم . { وَجَعَلَ لَكُم مِّن الْفُلْكِ } يعني السفن . { والأنعام ما تركبون } في الأنعام هنا قولان : أحدهما : الإبل والبقر ، قاله سعيد بن جبير . الثاني : الإبل وحدها : قاله معاذ . فذكرهم نعمه عليهم في تسييرهم في البر والبحر . ثم قال { لِتَسْتَوُواْ عَلَى ظُهُورِهَا } وأضاف الظهور إلى واحد لأن المراد به الجنس فصار الواحد في معنى الجمع . { ثُمَّ تَذْكُرُواْ نِعمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ } أي ركبتم . { وَتَقُولُواْ سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا } أي ذلل لنا هذا المركب . { وَمَا كَنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : ضابطين ، قاله الأخفش . الثاني : مماثلين في الأيد والقوة ، قاله قتادة من قولهم هو قرن فلان إذا كان مثله في القوة . الثالث : مطيقين ، قاله ابن عباس والكلبي ، وأنشد قطرب لعمرو بن معدي كرب . @ لقد علم القبائل ما عقيل لنا في النائبات بمقرنينا @@ وفي أصله قولان : أحدهما : أن أصله مأخوذ من الإقران ، يقال أقرن فلان إذا أطاق . الثاني : أن أصله مأخوذ من المقارنة وهو أن يقرن بعضها ببعض في السير . وحكى سليمان بن يسار أن قوماً كانوا في سفر ، فكانوا إذا ركبوا قالوا : { سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } وكان فيهم رجل على ناقة له رازم وهي لا تتحرك هزالاً فقال أما أنا فإني لهذه مقرن ، قال فقصمت به فدقت عنقه .