Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 26-35)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَآءٌ } البراء مصدر موضع الوصف ، لا يثنى ولا يجمع ولا يؤنث ، فكأنه قال إنني بريء . { مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي } وهذا استثناء منقطع وتقديره ، لكن الذي فطرني أي خلقني : { فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } وقيل فيه محذوف تقديره إلا الذي فطرني لا أبرأ منه { فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } قال ذلك ثقة بالله وتنبيهاً لقومه أن الهداية من ربه . قوله عز وجل : { وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيةً فِي عَقِبِهِ } فيها ثلاثة أقاويل : أحدها : لا إله إلا الله ، لم يزل في ذريته من يقولها ، قاله مجاهد ، وقتادة . الثاني : ألا تعبدوا إلا الله ، قاله الضحاك . الثالث : الإسلام ، لقوله تعالى : { هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ } قاله عكرمة . وفي { عَقِبِهِ } ثلاثة أوجه : أحدها : ولده ، قاله عكرمة . الثاني : في آل محمد صلى الله عليه وسلم ، قاله السدي . الثالث : من خلفه ، قاله ابن عباس . { لَعَلَّهُم يَرْجِعُونَ } فيه أربعة أوجه : أحدها : يرجعون إلى الحق ، قاله إبراهيم . الثاني : يتوبون ، قاله ابن عباس . الثالث : يذكرون ، قاله قتادة . الرابع : يرجعون إلى دينك الذي هو دين إبراهيم ، قاله الفراء . قوله عز وجل : { وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءَانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَينِ عَظِيمٍ } أما القريتان فإحداهما مكة والأخرى الطائف . وأما عظيم مكة ففيه قولان : أحدهما : أنه الوليد بن المغيرة ، قاله ابن عباس . الثاني : عتبة بن ربيعة ، قاله مجاهد . وأما عظيم الطائف ففيه أربعة أقاويل : أحدها : أنه حبيب بن عمر الثقفي ، قاله ابن عباس . الثاني : [ عمير ] بن عبد ياليل ، [ الثقفي ] قاله مجاهد . الثالث : عروة بن مسعود ، قاله قتادة . الرابع : أنه كنانة [ عبد ] بن عمرو ، قاله السدي . قوله عز وجل : { أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ } يعني النبوة فيضعوها حيث شاءوا . { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنَْيَا } يعني أرزاقهم ، قال قتادة : فتلقاه ضعيف القوة قليل الحيلة عيي اللسان وهو مبسوط له ، وتلقاه شديد الحيلة بسيط اللسان وهو مقتر عليه . { وَرَفَعَنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } فيه خمسة أوجه : أحدها : بالفضائل ، فمنهم فاضل ومنهم مفضول ، قاله مقاتل . الثاني : بالحرية والرق ، فبعضهم مالك وبعضهم مملوك . الثالث : بالغنى والفقر ، فبعضهم غني ، وبعضهم فقير . الرابع : بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . الخامس : قاله السدي ، التفضيل في الرزق إن الله تعالى قسم رحمته بالنبوة كما قسم الرزق بالمعيشة . { لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً } فيه وجهان : أحدهما : يعني خدماً ، قاله السدي . الثاني : ملكاً ، قاله قتادة . { وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ } فيه أربعة أوجه : أحدها : أن النبوة خير من الغنى . الثاني : أن الجنة خير من الدنيا . الثالث : أن إتمام الفرائض خير من كثرة النوافل . الرابع : أن ما يتفضل به عليهم خير مما يجازيهم عليه من أعمالهم ، قاله بعض أصحاب الخواطر . قوله عز وجل : { وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أَمَّةً وَاحِدَةً } فيه وجهان : أحدهما : على دين واحد كفاراً ، قاله ابن عباس والسدي . الثاني : على اختيار الدنيا على الدين ، قاله ابن زيد . { لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِ سُقُفاً مَّن فِضَّةٍ } فيها قولان : أحدهما : أنها أعالي البيوت ، قاله قتادة ، ومجاهد . الثاني : الأبواب ، قاله النقاش . { وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ } قال ابن عباس : المعارج الدرج ، وهو قول الجمهور وأحدها معراج . { عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ } أي درج من فضة عليها يصعدون ، والظهور الصعود . وأنشد : نابغة بني جعدة رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : @ علونا السماء عفة وتكرما وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا @@ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : " إِلَى أَينَ " قال : إلى الجنة . قال : " أَجَل إِن شَاءَ اللَّهُ " قال الحسن : والله لقد مالت الدنيا بأكثر أهلها وما فعل ذلك فكيف لو فعل ؟ { وَزُخْرُفاً } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه الذهب : قاله ابن عباس . وأنشد قطرب قول ذي الأصبع : @ زخآرف أشباهاً تخال بلوغها سواطع جمر من لظى يتلهب @@ الثاني : الفرش ومتاع البيت ، قاله ابن زيد . الثالث : أنه النقوش ، قاله الحسن .