Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 33-35)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { فَاصْبِر كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِن الرُّسُلِ } فيهم ستة أوجه : أحدها : أن أولي العزم من الرسل الذين أمروا بالقتال من الأنبياء ، قاله السدي والكلبي . الثاني : أنهم العرب من الأنبياء ، قاله مجاهد والشعبي . الثالث : من لم تصبه فتنة من الأنبياء ، قاله الحسن . الرابع : من أصابه منهم بلاء بغير ذنب ، قاله ابن جريج . الخامس : أنهم أولوا العزم ، حكاه يحيى . السادس : أنهم أولوا الصبر الذين صبروا على أذى قومهم فلم يجزعوا . وروت عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله عز وجل لم يرض عن أولي العزم من الرسل إلا بالصبر على مكروهها والصبر على مخبوئها " . وفي أولي العزم منهم ستة أقاويل : أحدها : أن جميع الأنبياء أولوا العزم ، ولم يبعث الله رسولاً إلا كان من أولي العزم . فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصبر كما صبروا ، قاله ابن زيد . الثاني : أن أولي العزم منهم نوح وهود وإبراهيم ، فأمر الله رسوله أن يكون رابعهم ، قاله أبو العالية . الثالث : أنهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ، قاله ابن عباس . الرابع : أنهم نوح وهود وإبراهيم وشعيب وموسى ، قاله عبد العزيز . الخامس : أنهم إبراهيم وموسى وداود وسليمان وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم ، قاله السدي . السادس : أن منهم إسماعيل ويعقوب وأيوب ، وليس منهم يونس ولا سليمان ولا آدم ، قاله ابن جريج . { وَلاَ تَسْتَعْجِلَ لَّهُمْ } فيه وجهان : أحدهما : بالدعاء عليهم ، قاله مقاتل . الثاني : بالعذاب وهذا وعيد . { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ } فيه وجهان : أحدهما : من العذاب ، قاله يحيى . الثاني : من الآخرة ، قاله النقاش . { لَمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِن نَّهَارٍ } فيه وجهان : أحدهما : في الدنيا حتى جاءهم العذاب ، وهو مقتضى قول يحيى . الثاني : في قبورهم حتى بعثوا للحساب ، وهو مقتضى قول النقاش . { بَلاَغٌ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أن ذلك اللبث بلاغ ، قاله ابن عيسى . الثاني : أن هذا القرآن بلاغ ، قاله الحسن . الثالث : أن هذا الذي وصفه الله بلاغ ، وهو حلول ما وعده إما من الهلاك في الدنيا أو العذاب في الآخرة على ما تقدم من الوجهين : { فَهَلْ يُهْلَكُ } يعني بعد هذا البلاغ . { إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ } قال يحيى : المشركون . وذكر مقاتل أن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، فأمره الله أن يصبر على ما أصابه كما صبر أولوا العزم من الرسل تسهيلاً عليه وتثبيتاً له ، والله أعلم .