Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 100-102)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ } فيه ثلاث تأويلات : أحدها : يعني الحلال والحرام ، قاله الحسن . والثاني : المؤمن والكافر ، قاله السدي . والثالث : الرديء والجيد . { وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخبِيثِ } يعني أن الحلال والجيد مع قلتهما خير وأنفع من الحرام والرديء مع كثرتهما . قال مقاتل : نزلت هذه الآية في حُجَّاجِ اليمامة وقد هَمَّ المسلمون بأحدهم . قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } اختلف أهل التأويل في سبب نزول هذه الآية على ثلاثة أقوال : أحدها : ما روى أنس بن مالك قال : سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ألحفوه بالمسألة ، فصعد المنبر ذات يوم فقال : " لاَ تَسْأَلُونِي عَنْ شَيءٍ إِلاَّ بَيَّنْتُ لَكُمْ " قال أنس : فجعلت أنظر يميناً وشمالاً فأرى كل الناس لاق ثوبه فى رأسه يبكي ، فسأل رجل كان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه فقال : يا رسول الله مَنْ أبي ؟ فقال : " أَبُوكَ حُذَافَةُ " فأنشأ عمر فقال : رضينا بالله رباً وبالإِسلام ديناً وبمحمد عليه السلام رسولاً عائذاً بالله من سوء الفتن ، فأنزل الله تعالى : { لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ } . والثاني : ما روى الحسن بن واقد عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " أَيُّهَا النَّاسُ كَتبَ اللَّهُ عَلَيكُمُ الحَجَّ فَحِجُّوا " فقام محصن الأسدي وقال : في كل عام يا رسول الله ؟ فقال : " أَمَا إِنِّي لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ ، وَلَوْ وَجَبَتْ ثُمَّ تَرَكْتُم لَضَلِلْتُمْ ، اسْكَتُوا عَنِّي مَا سَكَتُّ عَنْكُمْ ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبَْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ واخْتِلاَفِهِم عَلَى أَنْبِيائِهِمْ " فأنزل الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ تَسْأَلُوا … } . والثالث : أنها نزلت في قوم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على البحيرة والسائبة والوصيلة والحام ، قاله ابن عباس . { وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرءَانُ تُبْدَ لَكُمْ } جعل نزول القرآن عند السؤال موجباً بتعجيل الجواب . { عَفَا اللَّهُ عَنْهَا } فيها قولان : أحدهما : عن المسألة . والثاني : عن الأشياء التي سألوا عنها . قوله تعالى : { قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ } فيه أربعة تأويلات : أحدها : قوم عيسى سألوه المائدة ، ثم كفروا بها ، قاله ابن عباس . والثاني : أنهم قوم صالح سألوا الناقة ، ثم عقروها وكفروا به . والثالث : أنهم قريش سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحوِّل لهم الصفا ذهباً ، قاله السدي . والرابع : أنهم القوم الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مَنْ أبي ؟ ونحوه ، فلما أخبرهم به أنكروه وكفروا به ، قاله بعض المتأخرين .