Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 7-11)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُوا قوَّامِينَ لِلَّهِ } يعني بالحق فيما يلزم من طاعته . { شُهَدَآءَ بِالْقِسْطِ } أي بالعدل . وفى هذه الشهادة ثلاثة أقاويل . أحدها : أنها الشهادة بحقوق الناس ، وهذا قول الحسن . والثاني : الشهادة بما يكون من معاصي العباد ، وهذا قول بعض البصريين . الثالث : الشهادة لأمر الله تعالى بأنه حق . وهذه الآية نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم ، واختلف المفسرون فى سبب نزولها فيه على قولين : أحدهما : أن النبي خرج إلى يهود بني النضير ، يستعين بهم في دية ، فهمّوا أن يقتلوه ، فنزل ذلك فيه ، وهذا قول قتادة ، ومجاهد . ثم إن الله تعالى ذكرهم نِعَمَهُ عليهم بخلاص نبيهم بقوله تعالى : { اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَومٌ أَن يبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ } والقول الثاني : أن قريشاً بعثت رجلاً ، ليقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فَأَطْلَعَ الله نَبِيَّهُ على ذلك ، فنزلت فيها هاتان الآيتان ، وهذا قول الحسن . قوله تعالى : { وَلَقَدْ أَخْذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ } يعني بإخلاص العبادة لله ولزوم طاعته . { وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً } أخذ من كل سبط منهم نقيباً ، وفى النقيب ثلاثة أقاويل : أحدها : أنه الضمين ، وهو قول الحسن . الثاني : الأمين ، وهو قول الربيع . والثالث : الشهيد على قومه ، وهو قول قتادة . وأصله فى اللغة : النقيب الواسع ، فنقيب القوم هو الذي ينقب أحوالهم . وفيما بعث فيه هؤلاء النقباء قولان : أحدهما : أنهم بُعِثُوا إلى الجبارين ، ليقفوا على أحوالهم ورجعوا بذلك إِلى موسى ، فرجعوا عن قتالهم ، لمَّا رأوا من شدة بأسهم ، وعظم خلقهم ، إلا اثنين منهم ، وهذا قول مجاهد ، والسدي . والثاني : أنهم بعثوا لقومهم بما أخذ به ميثاقهم منهم ، وهذا قول الحسن .