Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 36-40)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { فَنَقَّبُواْ فِي الْبِلاَدِ } فيه أربعة أوجه : احدها : أثروا في البلاد ، قاله ابن عباس . الثاني : أنهم ملكوا في البلاد ، قاله الحسن . الثالث : ساروا في البلاد وطافوا ، قاله قتادة ، ومنه قول امرىء القيس : @ وقد نقبت في الآفاق حتى رضيت من الغنيمة بالإياب @@ الرابع : أنهم اتخذوا فيها طرقاً ومسالك ، قاله ابن جريج . ويحتمل خامساً : أنه اتخاذ الحصون والقلاع . { هَلْ مِن مَّحِيصٍ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : هل من منجٍ من الموت ، قاله ابن زيد . الثاني : هل من مهرب ، قال معمر عن قتادة : حاص أعداء الله فوجدوا أمر الله تعالى لهم مدركاً . الثالث : هل من مانع ؟ قال سعيد عن قتادة : حاص الفجرة ، فوجدوا أمر الله منيعاً . قوله عز وجل : { إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ } فيه وجهان : أحدهما : لمن كان له عقل ، قاله مجاهد ، لأن القلب محل العقل . الثاني : لمن كانت له حياة ونفس مميزة ، فعبر عن النفس الحية بالقلب لأنه وطنها ومعدن حياتها . كما قال امرؤ القيس : @ أغرك مني أن حبك قاتلي وأنك مهما تأمري القلب يفعل @@ { أوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : ألقى السمع فيما غاب عنه بالأخبار ، وهو شهيد فيما عاينه بالحضور . الثاني : معناه سمع ما أنزل الله من الكتب وهو شهيد بصحته . الثالث : سمع ما أنذر به من ثواب وعقاب ، وهو شهيد على نفسه بما عمل من طاعة أو معصية . وفي الآية ثلاثة أقاويل : أحدها : أنها في جميع أهل الكتب ، قاله قتادة . الثاني : أنها في اليهود والنصارى خاصة ، قاله الحسن . الثالث : أنها في أهل القرآن خاصة ، قاله محمد بن كعب وأبو صالح . قوله عز وجل : { وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ } واللغوب التعب والنصب . قال الراجز : @ إذا رقى الحادي المطي اللغبا وانتعل الظل فصار جوربا @@ قال قتادة والكلبي : نزلت هذه الآية في يهود المدينة ، زعموا أن الله خلق السموات والأرض في ستة أيام أولها يوم الأحد ، وآخرها يوم الجمعة ، واستراح في يوم السبت ، ولذلك جعلوه يوم راحة ، فأكذبهم الله في ذلك . قوله عز وجل : { فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ } هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، أمر فيه بالصبر على ما يقوله المشركون ، إما من تكذيب أو وعيد . { وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ } الآية . وهذا وإن كان خطاباً للنبي صلى الله عليه وسلم ، فهو عام له ولأمته . وفي هذا التسبيح وجهان : أحدهما : أنه تسبيحه بالقول تنزيهاً قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ، قاله أبو الأحوص . الثاني : أنها الصلاة ومعناه فصلِّ بأمر ربك قبل طلوع الشمس ، يعني صلاة الصبح ، وقبل الغروب ، يعني صلاة العصر ، قاله أبو صالح ورواه جرير بن عبد الله مرفوعاً . قوله عز وجل : { وَمِنَ اللَّيلِ فَسَبِّحْهُ } فيه أربعة أوجه : أحدها : أنه تسبيح الله تعالى قولاً في الليل ، قاله أبو الأحوص . الثاني : أنها صلاة الليل ، قاله مجاهد . الثالث : أنها ركعتا الفجر ، قاله ابن عباس . الرابع : أنها صلاة العشاء الآخرة ، قاله ابن زيد . ثم قال { وَأَدْبَارَ السُّجُودِ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه التسبيح في أدبار الصلوات ، قاله أبو الأحوص . الثاني : أنها النوافل بعد المفروضات ، قاله ابن زيد . الثالث : أنها ركعتان بعد المغرب ، قاله علي رضي الله عنه وأبو هريرة . وروى ابن عباس قال : بت ليلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصلى ركعتين قبل الفجر ، ثم خرج إلى الصلاة فقال : " يا ابن عباس رَكْعَتَانِ قَبْلَ الْفَجْرِ أَدْبَارَ النُّجُومِ ، وَرَكْعَتَانِ بَعْدَ الْمِغْرِبِ أَدْبَارَ السُّجُودِ " .