Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 30-35)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { يَوْمَ نُقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأَتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنَ مَّزِيدٍ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : هل يزاد إلى من ألقي غيرهم ؟ فالاستخبار عمن بقي ، قاله زيد بن أسلم . الثاني : معناه إني قد امتلأت ، ممن ألقي في ، فهل أسع غيرهم ؟ قاله مقاتل . الثالث : معناه هل يزاد في سعتي ؟ لإلقاء غير من ألقي في ، قاله معاذ . وفي قوله : { وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ } وجهان : أحدهما : أن زبانية جهنم قالوا هذا . الثاني : أن حالها كالمناطقة بهذا القول ، كما قال الشاعر : @ امتلأ الحوض وقال قطني مهلاً رويداً قد ملأت بطني @@ قوله عز وجل : { هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ } في الأواب الحفيظ ثلاثة أوجه : أحدها : أنه الذاكر ذنبه في الخلاء ، قاله الحكم . الثاني : أنه الذي إذا ذكر ذنباً تاب واستغفر الله منه ، قاله ابن مسعود ومجاهد والشعبي . الثالث : أنه الذي لا يجلس مجلساً فيقوم حتى يستغفر الله فيه ، قاله عبيد بن عمير . وأما الحفيظ هنا ففيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه المطيع فيما أمر ، وهو معنى قول السدي . الثاني : الحافظ لوصية الله بالقبول ، وهو معنى قول الضحاك . الثالث : أنه الحافظ لحق الله بالاعتراف ولنعمه بالشكر ، وهو معنى قول مجاهد . وروى مكحول عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبعِ رَكَعَاتٍ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ كَانَ أَوَّاباً حَفِيظاً " . قوله عز وجل : { مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ } فيه وجهان : أحدهما : أنه الذي يحفظ نفسه من الذنوب في السر كما يحفظها في الجهر . الثاني : أنه التائب في السر من ذنوبه إذا ذكرها ، كما فعلها سراً . ويحتمل ثالثاً : أنه الذي يستتر بطاعته لئلا يداخلها في الظاهر رياء . ووجدت فيه لبعض المتكلمين . رابعاً : أنه الذي أطاع الله بالأدلة ولم يره . { وَجَآءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : أنه المنيب المخلص ، قاله السدي . الثاني : أنه المقبل على الله ، قاله سفيان . الثالث : أنه التائب ، قاله قتادة . { لَهُم مَّا يَشَاءُونَ } يعني ما تشتهي أنفسهم وتلذ أعينهم . { وَلَدَينَا مَزِيدٍ } فيه وجهان : أحدهما : أن المزيد من يزوج بهن من الحور العين ، رواه أبو سعيد الخدري مرفوعاً . الثاني : أنها الزيادة التي ضاعفها الله من ثوابه بالحسنة عشر أمثالها . وروى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أن جبريل أخبره : أن يوم الجمعة يدعى في الآخرة يوم المزيد . وفيه وجهان : أحدهما : لزيادة ثواب العمل فيه . الثاني : لما روي أن الله تعالى يقضي فيه بين خلقه يوم القيامة .