Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 1-4)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى } فيه خمسة أقاويل : أحدها : نجوم القرآن إذا نزلت لأنه كان ينزل نجوماً ، قاله مجاهد . الثاني : أنها الثريا ، رواه ابن أبي نجيح ، لأنهم كانوا يخافون الأمراض عند طلوعها . الثالث : أنها الزهرة ، قاله السدي ، لأن قوماً من العرب كانوا يعبدونها . الرابع : أنها جماعة النجوم ، قاله الحسن ، وليس بممتنع أن يعبر عنها بلفظ الواحد كما قال عمر بن أبي ربيعة : @ أحسن النجم في السماء الثريا والثريا في الأرض زين النساء @@ الخامس : أنها النجوم المنقضة ، وسببه أن الله تعالى لما أراد بعث محمد صلى الله عليه وسلم رسولاً ، كثر انقضاض الكواكب قبل مولده ، فذعر أكثر العرب منها ، وفزعوا إلى كاهن لهم ضرير كان يخبرهم بالحوادث ، فسألوه عنها ، فقال انظروا البروج الاثني عشر ، فإن انقض منها شيء ، فهو ذهاب الدنيا ، وإن لم ينقض منها شيء ، فسيحدث في الدنيا أمر عظيم ، فاستشعروا ذلك ، فلما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان هو الأمر العظيم الذي استشعروه ، فأنزل الله تعالى : { وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى } أي ذلك النجم الذي هوى ، هو لهذه النبوة التي حدثت . وفي قوله تعالى { إِذَا هَوى } ستة أقاويل : أحدها : النجوم إذا رقي إليها الشياطين ، قاله الضحاك . الثاني : إذا سقط . الثالث : إذا غاب . الرابع : إذا ارتفع . الخامس : إذا نزل . السادس : إذا جرى ، ومهواها جريها ، لأنها لا تفتر في جريها في طلوعها وغروبها ، وهذا قول أكثر المفسرين . وهذا قسم ، وعلى القول الخامس في انقضاض النجوم خبر . { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى } يعني : محمداً صلى الله عليه وسلم ، وفيه وجهان : أحدهما : ما ضل عن قصد الحق ولا غوى في اتباع الباطل . الثاني : ما ضل بارتكاب الضلال ، وما غوى بأن خاب سعيه ، وألفى الخيبة كما قال الشاعر : @ فمن يلق خيراً يحمد الناس أمره ومن يغو لا يعدم على الغي لائماً @@ أي : من خاب في طلبه لامه الناس ، وهذا جواب القسم على قول الأكثرين ، قال مقاتل : وهي أول سورة أعلنها رسول الله بمكة . { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى } فيه وجهان : أحدهما : وما ينطق عن هواه ، وهو ينطق عن أمر الله ، قاله قتادة . الثاني : ما ينطق بالهوى والشهوة ، إن هو إلا وحي يوحى بأمر ونهي من الله تعالى له . { إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى } أي يوحيه الله إلى جبريل ويوحيه جبريل إليه .