Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 27-32)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَآئِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ الَّلمَمَ } أما كبائر الإثم ففيها . خمسة أقاويل ؛ أحدها : أنه الشرك بالله ، حكاه الطبري . الثاني : أنه ما زجر عنه بالحد ، حكاه بعض الفقهاء . الثالث : ما لا يكفر إلا بالتوبة ، حكاه ابن عيسى . الرابع : ما حكاه شرحبيل عن ابن مسعود قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكبائر فقال : " أن تدعو لله نداً وهو خلقك وأن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك وأن تزاني حليلة جارك " الخامس : ما روى سعيد بن جبير أن رجلاً سأل ابن عباس عن الكبائر أسبع هي ؟ قال : إلى سبعمائة أقرب منها إلى سبعة ، لا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار ، فكأنه يذكر أن كبائر الإثم ما لم يستغفر منه . وأما الفواحش ففيها قولان : أحدهما : أنها جميع المعاصي . الثاني : أنها الزنى . وأما اللمم المستثنى ففيه ثمانية أقاويل : أحدها : إلا اللمم الذي ألموا به في الجاهلية من الإثم والفواحش فإنه معفو عنه في الإسلام ، قاله ابن زيد بن ثابت . الثاني : هو أن يلم بها ويفعلها ثم يتوب منها ، قاله الحسن ومجاهد . الثالث : هو أن يعزم على المواقعة ثم يرجع عنها مقلعاً وقد روى عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : @ إِنْ تَغْفِرِ اللَّهُمْ تغفر جَمَّاً وَأَي عَبْدٍ لَّكَ لاَ أَلَمَّا @@ الرابع : أن اللمم ما دون الوطء من القبلة والغمزة والنظرة والمضاجعة ، قاله ابن مسعود ، روى طاووس عن ابن عباس قال : ما رأيت أشبه باللمم من قول أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : " كَتَبَ اللَّهُ عَلَى كلِّ نَفْسٍ خَطَّهَا مِن الزّنَى أَدْرَكَ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ ، فَزِنَى الْعَيْنَينِ النَّظَرُ وَزِنَى الِلَّسَانِ المَنطِقُ وَهِيَ النَّفْسُ تُمَنّي وَتَشْتَهِى ، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوُ يُكَذِّبُه " الخامس : أن اللمم الصغائر من الذنوب . السادس : أن اللمم ما لم يجب عليه حد في الدنيا ولم يستحق عليه في الآخرة عذاب ، قاله ابن عباس ، وقتادة . السابع : أن اللمم النظرة الأولى فإن عاد فليس بلمم ، قاله بعض التابعين ، فجعله ما لم يتكرر من الذنوب ، واستشهد بقول الشاعر : @ وما يستوي من لا يرى غير لمة ومن هو ناو غيرها لا يريمها @@ والثامن : أن اللمم النكاح ، وهذا قول أبي هريرة . وذكر مقاتل بن سليمان أن هذه الآية نزلت في رجل كان يسمى نبهان التمار كان له حانوت يبيع فيه تمراً ، فجاءته امرأة تشتري منه تمراً ، فقال لها : إن بداخل الدكان ما هو خير من هذا ، فلما دخلت راودها عن نفسها ، فأبت وانصرفت ، فندم نبهان وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ما من شيء يصنعه الرجل إلا وقد فعلته إلا الجماع ، فقال : " لَعَلَّ زَوْجَهَا غَازٍ " فنزلت هذه الآية . { وَهُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ } يعني أنشأ آدم . { وَإذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ في بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ } قال مكحول : في بطون أمهاتنا فسقط منا من سقط ، وكنا فيمن بقي ، ثم صرنا يفعة فهلك منا من هلك ، وكنا فيمن بقي ، ثم صرنا شباباً فهلك منا من هلك وكنا فيمن بقي ، ثم صرنا شيوخاً لا أبالك فما بعد هذا تنتظر ؟ { فَلاَ تُزَكُّواْ أَنفُسَكُمْ } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : يعني لا تمادحوا ، قاله ابن شوذب . الثاني : لا تعملوا بالمعاصي وتقولوا نعمل بالطاعة ، قاله ابن جريج . الثالث : إذا عملت خيراً فلا تقل عملت كذا وكذا . ويحتمل رابعاً : لا تبادلوا قبحكم حسناً ومنكركم معروفاً . ويحتمل خامساً : لا تراؤوا بعملكم المخلوقين لتكونوا عندهم أزكياء . { هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } قال الحسن : قد علم الله كل نفس ما هي عاملة وما هي صانعة وإلى ما هي صائرة .