Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 19-26)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أَفَرَءيْتُمُ اللاَّت وَالْعُزَّى } أما اللات فقد كان الأعمش يشددها ، وسائر القراء على تخفيفها ، فمن خففها فلهم فيها قولان : أحدهما : أنه كان صنماً بالطائف زعموا أن صاحبه كان يلت عليه السويق لأصحابه ، قاله السدي . الثاني : أنه صخرة يلت عليها السويق بين مكة والطائف ، قاله عكرمة . وأما من شددها فلهم فيها قولان : أحدهما : أنه كان رجلاً يلت السويق على الحجر فلا يشرب منه أحد إلا سمن معبوده ، ثم مات فقلبوه على قبره ، قاله ابن عباس ، ومجاهد . الثاني : أنه كان رجلاً يقوم على آلهتهم ويلت لهم السويق بالطائف قاله السدي ، وقيل إنه عامر بن ظرب العدواني ثم اتخذوا قبره وثناً معبوداً ، قال الشاعر : @ لا تنصروا اللات إن الله مهلكها وكيف ينصركم من ليس ينتصر . @@ وأما { الْعُزَّى } ففيه قولان : أحدهما : أنه صنم كانوا يعبدونه ، قاله الجمهور . الثاني : أنها شجرة كان يعلق عليها ألوان العهن تعبدها سليم ، وغطفان ، وجشم ، قال مقاتل : وهي سمرة ، قاله الكلبي : هي التي بعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد حتى قطعها ، وقال أبو صالح : بل كانت نخلة يعلق عليها الستور والعهن . وقيل في اللات والعزى قول ثالث : أنهما كانا بيتين يعبدهما المشركون في الجاهلية ، فاللات بيت كان بنخلة يعبده كفار قريش ، والعزى بيت كان بالطائف يعبده أهل مكة والطائف . { وَمَنَوةَ الثَّالِثَةَ الأَخْرَى } فيه أربعة أقاويل : أحدها : أنه كان صنماً بقديد بين مكة والمدينة ، قاله أبو صالح . الثاني : أنه بيت كان بالمسلك يعبده بنو كعب . الثالث : أنها أصنام من حجارة كانت في الكعبة يعبدونها . الرابع : أنه وثن كانوا يريقون عنده الدماء يتقربون بذلك إليه ، وبذلك سميت منى لكثرة ما يراق بها من الدماء . وإنما قال : مناة الثالثة الأخرى ، لأنها كانت مرتبة عند المشركين في التعظيم بعد اللات والعزى ، وروى سعيد بن جبير وأبو العالية الرياحي أنه لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم { أَفََرأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى } الآية . ألقى الشيطان على لسانه تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهم ترتجى ، وفي رواية أبي العالية : وشفاعتهم ترتضى ومثلهم لا ينسى ، ففرح المشركون وقالوا : قد ذكر آلهتنا ، فنزل جبريل فقال : أعرض عليّ ما جئتك به فعرض عليه ، فقال : لم آتك أنا بهذا وهذا من الشيطان ، فأنزل الله : { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُوْلٍ وَلاَ نَبِّيٍ إلاَّ إذا تََمَنَّى ألْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ } . { أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى } حيث جعلوا الملائكة بنات الله . { تِلْكَ إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزَى } فيه أربعة أقاويل : أحدها : قسمة عوجاء ، قاله مجاهد . الثاني : قسمة جائرة ، قاله قتادة . الثالث : قسمة منقوصة ، قاله سفيان وأكثر أهل اللغة ، قال الشاعر : @ فإن تنأى عنا ننتقصك وإن تقم فقسمك مضئوز وأنفك راغم @@ ومعنى مضئوز أي منقوص . الرابع : قسمة مخالفة ، قاله ابن زيد . { أَمْ لِلإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى } فيه وجهان : أحدهما : من البنين أن يكونوا له دون البنات . الثاني : من النبوة أن تكون فيه دون غيره . { فَلِلَّهِ الأخِرَةُ وَالأُولَى } فيه وجهان : أحدهما : يعني أنه أقدر من خلقه ، فلو جاز أن يكون له ولد - كما نسبه إليه المشركون حين جعلوا له البنات دون البنين وتعالى عن ذلك علواً كبيراً - لكان بالبنين أحق منهم . الثاني : أنه لا يعطي النبوة من تمناها ، وإنما يعطيها من اختاره لها لأنه مالك السموات والأرض .