Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 42-55)
Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمنتَهَى } يحتمل وجهين : أحدهما : إلى إعادتكم لربكم بعد موتكم يكون منتهاكم . { وَأَنَّهُ هُوَ أضْحَكَ وَأَبْكَى } فيه ثلاثة أوجه : أحدها : قضى أسباب الضحك والبكاء . الثاني : أنه أراد بالضحك السرور ، وبالبكاء الحزن . والثالث : أنى خلق قوتي الضحك والبكاء ، فإن الله ميز الإنسان بالضحك والبكاء من بين سائر الحيوان ، فليس في سائر الحيوان ما ضحك ويبكي غير الإنسان ، وقيل إن القرد وحده يضحك ولا يبكي ، وإن الإبل وحدها تبكي ولا تضحك . ويحتمل وجهاً رابعاً : أن يريد بالضحك والبكاء النعم والنقم . { وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا } فيه خمسة أوجه : أحدها : قضى أسباب الموت والحياة . الثاني : خلق الموت والحياة كما قال تعالى : { هُوَ الَّذِي خَلَقَ الْمَوتَ وَالْحَيَاةَ } قاله ابن بحر . الثالث : أن يريد بالحياة الخصب وبالموت الجدب . الرابع : أمات بالمعصية وأحيا بالطاعة . الخامس : أمات الآباء وأحيا الأبناء . ويحتمل سادساً : أن يريد به أنام وأيقظ . { مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى } وجهان : أحدهما : إذا تخلق وتقدر ، قاله الأخفش . الثاني : إذا نزلت في الرحم ، قاله الكلبي . { وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى } فيه ثمانية تأويلات : أحدها : أغنى بالكفاية وأقنى بالزيادة ، وهو معنى قول ابن عباس . الثاني : أغنى بالمعيشة وأقنى بالمال ، قاله الضحاك . الثالث : أغنى بالمال وأقنى بأن جعل لهم قنية ، وهي أصول الأموال ، قاله أبو صالح . الرابع : أغنى بأن مَوّل وأقنى بأن حرم ، قاله مجاهد . الخامس : أغنى نفسه وأفقر خلقه إليه ، قاله سليمان التيمي . السادس : أغنى من شاء وأفقر من شاء ، قاله ابن زيد . السابع : أغنى بالقناعة وأقنى بالرضا ، قاله سفيان . الثامن : أغنى عن أن يخدم وأقنى أن يستخدم ، وهذا معنى قول السدي . ويحتمل تاسعاً : أغنى بما كسبه [ الإنسان ] في الحياة وأقنى بما خلفه بعد الوفاة مأخوذ من اقتناء المال وهو استبقاؤه . { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى } والشعرى نجم يضيء وراء الجوزاء ، قال مجاهد : تسمى هوزم الجوزاء ، ويقال إنه الوقاد ، وإنما ذكر أنه رب الشعرى وإن كان رباً لغيره لأن العرب كانت تعبده فأعلموا أن الشعرى مربوب وليس برب . واختلف فيمن كان يعبده فقال السدي : كانت تعبده حمير وخزاعة وقال غيره : أول من عبده أبو كبشة ، وقد كان من لا يعبدها من العرب يعظمها ويعتقد تأثيرها في العالم ، قال الشاعر : @ مضى أيلول وارتفع الحرور وأخبت نارها الشعرى العبور @@ { وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً الأُولَى } فيهم قولان : أحدهما : أن عاد الأولى عاد بن إرم ، وهم الذين أهلكوا بريح صرصر عاتية ، وعاداً الآخرة قوم هود . الثاني : أن عاداً الأولى قوم هود والآخرة قوم كانوا بحضرموت ، قاله قتادة . { وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى } والمؤتفكة المنقلبة بالخسف ، قاله محمد بن كعب : هي مدائن قوم لوط وهي خمسة : صبغة وصغيرة وعمرة ودوماً وسدوم وهي العظمى ، فبعث الله عليهم جبريل فاحتملها بجناحه ثم صعد بها حتى أن أهل السماء يسمعون نباح كلابهم وأصوات دجاجهم ثم كفأها على وجهها ثم أتبعها بالحجارة كما قال تعالى : { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حَجَارةً مِن سِجِّيْلٍ } قال قتادة : كانوا أربعة آلاف ألف . { أَهْوَى } يحتمل وجهين : أحدهما : أن جبريل أهوى بها حين احتملها حتى جعل عاليها سافلها . الثاني : أنهم أكثر ارتكاباً للهوى حتى حل بهم ما حل من البلاء . { فَعَشَّاهَا مَا غَشَّى } يعني المؤتفكة ، وفيما غشاها قولان : أحدهما : جبريل حين قلبها . الثاني : الحجارة حتى أهلكها . { فَبِأَيِّ ءَالآءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى } وهذا خطاب للمكذب أي فبأي نعم ربك تشك فيما أولاك وفيما كفاك . وفي قوله : { فَغَشَّاهَا } وجهان : أحدهما : ألقاها . الثاني : غطاها .