Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 23-32)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّا إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ } فيه خمسة تأويلات : أحدها : أن السعر الجنون ، قاله ابن كامل . الثاني : العناء ، قاله قتادة . الثالث : الافتراق ، قاله السدي . الرابع : التيه ، قاله الضحاك . الخامس : أنه جمع سعر وهو وقود النار ، قاله ابن بحر وابن عيسى . وعلى هذا التأويل في قولهم ذلك وجهان : أحدهما : أنهم قالوه لعظم ما نالهم أن يتبعوا رجلاً واحداً منهم ، كما يقول الرجل إذا ناله خطب عظيم : أنا في النار . الثاني : أنهم لما أوعدوا على تكذيبه ومخالفته بالنار ردوا مثل ما قيل لهم إنّا لو اتبعنا رجلاً مثلنا واحداً كنا إذاً في النار . { بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ } فيه ثلاثة أقاويل : أحدها : أن الأشر هو العظيم الكذب ، قاله السدي . الثاني : أنه البطر ، ومنه قول الشاعر : @ أشرتم بلبس الخز لما لبستم ومن قبل لا تدرون من فتح القرى @@ الثالث : أنه المتعدي إلى منزلة لا يستحقها . { إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَة فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ } أما الاصطبار فهو الافتعال من الصبر وأصل الطاء تاء أبدلت بطاء ليكون اللفظ أسهل مخرجاً ويعذب مسمعاً . وروى أبو الزبير عن جابر قال : لما نزلنا الحجر فغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك ، قال : " أَيُّهَا النَّاسُ لاَ تَسْأَلُوا عَن هَذِهِ الآياتِ [ هؤلاء ] قَوْمُ صَالِحٍ سَأَلُوا نَبِيَّهُم أَن يَبْعَثَ اللَّهُ لَهُم آيَةً ، فَبَعَثَ اللَّهُ لَهُم نَاقَةً فَكَانَتْ تَرِدُ مِن ذَلَكِ الفَجَ فَتَشْرَبُ مَاءَهُم يَوْمَ وُرُودِهَا وَيَحْلِبُونَ مِنْهَا مِثْلَ الَّذِي كَانُوا يَشْرَبُونَ مِنْهَا يَوْمَ غِبِّهَا وَيَصْدِرُونَ عَن ذَلِكَ ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى : { وَنَبِئّهُمْ أَنَّ الْمَآءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُم } " الآية . وفيه وجهان : أحدهما : أن الناقة تحضر الماء يوم ورودهم ، وتغيب عنهم يوم ورودها ، قاله مقاتل . الثاني : أن ثمود يحضرون الماء يوم غبها فيشربون ، ويحضرون اللبن يوم وردها فيحلبون . { فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ } فيه قولان : أحدهما : انه أحمر إرم وشقيها ، قاله قتادة ، وقد ذكره زهير في شعره فقال : @ فتنتج لكم غلمان أشأم كلهم كأحمر عاد ثم ترضع فتفطم @@ الثاني : أنه قدار بن سالف ، قاله محمد بن إسحاق ، وقد ذكره الأفوه في شعره : @ أو بعده كقدار حين تابعه على الغاوية أقوام فقد بادوا @@ { فَتَعَاطَى } فيه وجهان : أحدهما : أن معناه بطش بيده ، قاله ابن عباس . الثاني : معناه تناولها وأخذها ، ومنه قول حسان بن ثابت : @ كلتاهما حلب العصير فعاطني بزجاجة أرخاهما للمفصل @@ { فَعَقَرَ } قال محمد بن إسحاق : كَمَنَ لها قدار في أصل شجرة على طريقها فرماها بسهم فانتظم به عضلة ساقها ، ثم شد عليها بالسيف فكشف عرقوبها فخرت ورغت رغاءة واحدة تحدر سقبها [ من بطنها وانطلق سقبها ] حتى اتى صخرة في رأس الجبل فرغا ثم لاذ بها ، فأتاهم صالح ، فلما رأى الناقة قد عقروها بكى ثم قال : انتهكتم حرمة الله فأبشروا بعذاب الله . قال ابن عباس : وكان الذي عقرها رجل أحمر أزرق أشقر أكشف أقفى . { فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ } فيه خمسة أقاويل : أحدهما : يعني العظام المحترقة ، قاله ابن عباس . الثاني : أنه التراب الذي يتناثر من الحائط وتصيبه الريح ، فيحتظر مستديراً ، قاله سعيد بن جبير . الثالث : أنها الحظار البالية من الخشب إذا صار هشيماً ، ومنه قول الشاعر : @ أثرت عجاجة كدخان نار تشب بغرقد بال هشيم @@ قاله الضحاك . الرابع : أنه حشيش قد حظرته الغنم فأكلته ، وهو مروي عن ابن عباس أيضاً الخامس : أن الهشيم اليابس من الشجر الذي فيه شوك والمحتظر الذي تحظر به العرب حول ماشيتها من السباع ، قاله ابن زيد ، وقال الشاعر :