Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 54, Ayat: 33-40)

Tafsir: an-Nukat wa-l-ʿuyūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِباً } فيه خمسة أوجه : أحدها : أن الحصب الحجارة التي رموا بها من السماء ، والحصباء هي الحصى وصغار الأحجار . الثاني : أن الحاصب الرمي بالأحجار وغيرها ، ولذلك تقول العرب لما تسفيه الريح حاصباً ، قال الفرزدق : @ مستقبلين شمال الشام تضربنا بحاصب كنديف القطن منثور @@ الثالث : أن الحاصب السحاب الذي حصبهم . الرابع : أن الحاصب الملائكة الذين حصبوهم . الخامس : أن الحاصب الريح التي حملت عليهم الحصباء . { إِلاَّ ءَالَ لُوطٍ } يعني ولده ومن آمن به . { نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ } والسحر هو ما بين آخر الليل وطلوع الفجر ، وهو في كلام العرب اختلاط سواد آخر الليل ببياض أول النهار لأن هذا الوقت يكون مخاييل الليل ومخاييل النهار . { وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَن ضَيْفِهِ } يعني ضيف لوط وهم الملائكة الذين نزلوا عليه في صورة الرجال ، وكانوا على أحسن صورهم ، فراودوا لوطاً عليهم طلباً للفاحشة . { فَطَمَسْنَآ أَعْيُنَهُمْ } والطمس محو الأثر ومنه طمس الكتاب إذا محي ، وفي طمس أعينهم وجهان : أحدهما : أنهم اختفوا عن أبصارهم حتى لم يروهم ، مع بقاء أعينهم ، قاله الضحاك . الثاني : أعينهم طمست حتى ذهبت أبصارهم وعموا فلم يروهم ، قاله الحسن ، وقتادة . { فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ } فيه وجهان : أحدهما : أنه وعيد بالعذاب الأدنى ، قاله الضحاك . الثاني : أنه تقريع بما نالهم من عذاب العمى الحال ، وهو معنى قول الحسن ، وقتادة .